بعد اتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقائد مرتزقة فاعنر بريغوجين بالخيانة وتعهد بالقضاء على التمرد، خفت حدة التوتر وانتهى التمرد المسلح ضد فلاديمير بوتين فجأة وبشكل دراماتيكي كما اندلع في الصباح ، وطلب يفغيني بريغوجين ، رئيس مجموعة مرتزقة فاغنر ، من مقاتليه العودة عن الزحف نحو موسكو قائلا إنه لا يريد إراقة الدم الروسي.
وكان بريغوجين يأمل في دعم أكبر لقواته من موسكو ويرى في قادة الجيش أعداء له، لكن بوتين، على الرغم من أنه نجا على ما يبدو من التهديد، ظهر أنه لم يعد قادرا على حفظ على النظام بين أمراء الحرب وربما الضعف.
يزعم رئيس مجموعة فاجنر ، يفغيني بريغوجين ، أنه سيطر على مدينة روستوف وطالب القيادة العسكرية الروسية بالحضور إليه بعد اتهامهم بقتل 2000 من قواته، قبل أن ينسحب ضمن اتفاق بوساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الذي تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل التفاوض مع بريغوجين، وفقا لوكالة الأنباء البيلاروسية.
و مع وجود ضمانات أمنية لمجموعة فاغنر على الطاولة، حيث أعلن الكرملين بأن عناصر فاغنر لن يحاسبوا وسيوقع الباقون عقودا مع الجيش ، وافق بريغوجين على وقف تقدم قواته نحو موسكو وزعيمها سيغادر إلى بلاروسيا بعد اسقاط الدعوى ضده.
ويبدو أنه حصل على ما يريد وهو لفت نظر قمة هرم السلطة على استهداف قواته ونقص الامدادات.
طباخ بوتين؟
هو مجرم مدان سابق وبائع نقانق ، سيئ السمعة لقسوته وعنفه ووحشيته.
ولد في سان بطرسبرج عام 1961 ، والتحق بأكاديمية رياضية وأدين بارتكاب العديد من عمليات السطو العنيفة في عام 1980 ، وقضى معظم العشرينات من عمره في السجن.
في عام 1990 عندما كان الاتحاد السوفيتي ينهار خرج، وحقق أول ثروة متواضعة له من خلال كشك للوجبات السريعة ، ولكن سرعان ما امتلك حصة في سلسلة سوبر ماركت مع علاقات وثقة من الشخصيات القوية ، بما في ذلك فلاديمير بوتين.
وعرف باسم “طباخ بوتين” لأنه أمضى أكثر من عقد من الزمان في تقديم الطعام للمناسبات الرسمية رفيعة المستوى حضر بعضها الأمير تشارلز وجورج بوش وآخرون – وحصل على الثروة من خلال عقود الدعم الحكومية والصفقات الأخرى.
بذور التمرد الحالي منذ عشر سنوات عندما ضمت روسيا بشكل غير قانوني شبه جزيرة القرم وأرسلت قوات بالوكالة إلى شرق أوكرانيا.
ثم أسس بريغوجن مجموعة فاغنر المرتزقة 2014، والتي أعطت بوتين أداة لتدخل عسكري أكثر نشاطًا وبعيدا عن المسؤولية.
جيش المرتزقة بسوريا
بنى بريغوزين فاغنر كقوة على مدار سنوات من التدخلات في جميع أنحاء إفريقيا وسوريا ومؤخرًا أوكرانيا.
كانت سوريا هي المكان الأول الذي أثبت فيه رجال بريغوجين أنفسهم كقوة قتالية هائلة ، ولعبوا دورًا بارزًا ، وإن لم يتم الاعتراف به في كثير من الأحيان، في دعم موسكو لبشار الأسد، وعرفت مجموعاته باسم “صائدو الدواعش” والذين ترك المئات منهم جرحى في سوريا حاليا، لا يعترف بهم نظام الأسد كجرحى حرب.
وجند أيضا، أعداد كبيرة من محافظات الساحل والسويداء ودير الزور وغيرها، وأرسلوا في مهام حراسة حقول النفط في الجزء الشرقي الخاضع لحفتر في مواجهة تركيا وحلفائها بليبيا.
قاتلت قوات فاجنر لاحقًا عبر إفريقيا ، في مهام كانت لصالح المصالح الروسية ، بما في ذلك مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى والسودان. سُمح له بالتجنيد في السجون العام الماضي ، مما أدى إلى زيادة رتب جنوده إلى حوالي 50 ألف رجل .
ويقال أن سوريين قاتلوا ضمن فاغنر في أوكرانيا ، حيث ينشر 40 الف مجند منهم و10 آلاف متعاقد من قليلي الخبرة، ويتهمون بارتكاب العديد من جرائم الحرب وتكبدوا خسائر فادحة ، تحت قيادة قادة لا يخشون التضحية برجالهم.
وصنفت الولايات المتحدة في كانون الثاني 2023 مجموعة فاغنر على أنها “منظمة إجرامية كبيرة عابرة للحدود” حيث أعلنت عن عقوبات إضافية ضد المجموعة وشبكة دعمها عبر القارات. ورغم إلغاء بريغوجين مسيرة إلى موسكو لتجنب “إراقة الدماء الروسية”. لن يتمكن بوتين على الفور من استبدال قوة المرتزقة هذه على الفور سواء في سوريا أو غيرها من البلدان.
ويمكن القول أن أمراء الحرب في القوات الروسية باتوا يطمحون لمكاسب أو حتى التمرد على القيادة المركزية للجيش الروسي واسقاط هيبته، ولهذا كثف الروس قصف مواقع في أوكرانيا وأيضا استهدفوا جسر الشغور في شمال غرب سوريا ليقولوا أن هذا التمرد لم يؤثر على قوتهم.