ذكر إنه وزمرته بايعوا سابقا بيعة “مشروطة” وهذا كذب لأنه لا يجرؤ على مبايعة غيره حتى ممن رشحوا أنفسهم للرئاسة مؤخرا


تناسى حسام الدين الفرفور صاحب مشروع “مجمع الفتح الإسلامي” خلال كيله المديح دون حساب للمجرم بشار الأسد، أن روسيا المسيحية وإيران الفارسية وراء بقاء النظام، وراح يسرد أمجاد الغابرين في مسجد بني أمية من الأنبياء حتى الصحابة والخلفاء.

كل هذا لمدح الذي قتل وشرد وأخفى ملايين السوريين على مدى عقد كامل من القمع للثورة السورية.


وادعى الفرفور في خطبته أنه لمس لدى الأسد الحنان والرحمة على الشعب ولطفا وأخلاق، مطالبا إياه بالاستمرار قائلا: “سيروا إلى الأمام..” وللمفارقة تزامن هذا اللقاء مع صفقة “تبادل أسرى” في منطقة الباب شرق حلب، تضمنت تحرير عائلة من أم وأولادها من سجون الأسد مقابل عساكر!


“والفرافير” لمن لا يعرفهم لعبوا في عهد بشار دور آل كفتارو في عهد والده حافظ الأسد، لذا تحصلوا على رخصة واعتراف بمعاهد الفتح التي كان يديرها عبد الفتاح البزم، ويدرك تلاميذهم هذه العلاقة القوية التي تربطهم برأس النظام، وقد اعترف في خطبته المخزية بأنه كان في لقاء مع بشار الأسد وأنه مازال يشعر بطعمه تحت أسنانه.

وردد الخطيب الكاذب، كلمة “البيعة” والمبايعة مجددا-انتخابات الرئاسة 26 أيار 21- مذكرا بانه وزمرته بايعوا سابقا بيعة “مشروطة” وهذا كذب لأنه لا يجرؤ على مبايعة غيره حتى ممن رشحوا أنفسهم للرئاسة مؤخرا، فوضع نفسه كجندي يقاتل تحت إمرة الأسدـ وقال: ” معكم مقاتلون.. بيعة على الحق والحريات والكرامات”، فهل تدمير المدن وإخراج الناس من ديارهم من الحق في شيء؟؟!

وهل انتظر بشار الأسد بيعة وتأييد حين ورث الحكم من والده عام 2000م أو حتى في الانتخابات الصورية الأخيرة عام 2014م، طبعا لا! فالفرفور وقع في الكذب بعد استطراده في المدح! وهو صاحب مجمع تعليمي شهير بالعاصمة دمشق، فلا بد أنه يدرك وقوعه في الرياء والنفاق!


وإلّا ماذا تسمي حديثه عن قرار العالم الخارج من المسجد الأموي وسوريا يحكمها الروس والايرانيون أو عن “تخلق بشار بأخلاق الله” لأنه أصدر عفوا عاما!

و رغم ترك عشرات آلاف المظلومين في غياهب، وبغض النظر عن جواز قوله هذه الكلام أو لا فإن الدستور يمنح حق اصدار العفو العام لمجلس الشعب حسب المادة 75 والخاص لرئيس الجمهورية في المادة 108! فهذا العفو ليس من صلاحياته أصلا! وهذه مخالفة لدستور وضعه الأسد خلال سنوات الثورة أي بالمقاسات المناسبة له ولا تبرره المواد 101 أو 113 و114 لعدم وجود ضرورة قصوى وليل ذلك تأخيره إلى ما قبل الانتخابات والأعياد.

وفي هذا الدستور أيضا يمنع رئيس الجمهورية الترشح والحكم لأكثر من ولايتين متتاليتين، ومع ذلك يجهد الفرفور والمبطلين أمثاله في الترويج لها على “انها انتخابات”!
وعلى عكس الحقيقة قال: “رأينا منك خيرا كبير” بدل أن يقول “ظلما كثيرا” واعتبره –أي بشار- مصدرا لديمقراطية سورية خاصة ليست مثل الغربية سماها “شورقراطية” وهو يريد دمج الشورى بالديمقراطية، محاولا تجميل صورة نظام أوغل في دماء السوريين على مدى عقود حتى غرق بها خلال العقد الأخير.

رأي دجلة