محمد الحسون
هل المنظمات الإنسانية الدولية خاصة بالدولة أم تقدم مساعدات للشعب؟ بات هذا السؤال يطرح نفسه في عقول سكان دير الزور بعد تولي برامج الأمم المتحدة مشاريع إصلاح المدارس وتمويل الزراعة حتى إعادة تأهيل الحدائق.
ويتساءل أصحاب المنازل المتضررة من العمليات الحربية متى يأتي دورهم ويحصلون على المساعدة لإعادة بناء منازلهم والمنظمات توجه دعمها وتمويلها لمشاريع من واجب أي حكومة في العالم تنفيذها لشعبها دون انتظار منظمات دولية أو محلية لتمويلها أو تنفيذها، وكأنها حكومة البلد والمسؤولة عن تأمين مياه الشرب والطاقة والتعليم..الخ من أساسيات الحياة.
فأصلحت “يونيسيف” عشرات المدارس ووزع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المواشي على سكان الريف وقدمت “الفاو” منحة بذار قمح لمزارعي دير الزور أمّا الأفران فكانت من حصة برنامج الغذاء العالمي.
عندما يرد في خبر قصير أن فاضل نجار محافظ دير الزور جال على ثمانية مشاريع سبعة منها تنفذها منظمات نصفها تابعة للأمم المتحدة، يدرك الانسان أن حكومة دمشق لا تسرع في تنفيذ المشاريع بشكل مقصود بانتظار أن تتحمل المنظمات الدولية تكاليف المشاريع.
فمشروعات المركز الصحي وإحياء الأعمال وتأهيل الفرن الآلي في حي “الحميدية” ومشروع إعادة تأهيل حديقة “أبو تمام” تمولها برامج الأمم المتحدة، التي تؤمن البذار للمزارعين وتصلح لهم مضخات المياه هذا عدا عن ترميم المدارس.
وأيضا مشروع الصرف الصحي الأول الممتد من جسر “الجورة” وصولاُ غربا إلى دوار “السيوف” في الكنامات شرقا وتأهيل الجسور تنفذها منظمات عدة، ويقتصر دور الدوائر الخدمية كافة على تسهيل عمل المنظمات لتسريع عجلة إعادة الإعمار، كما أمر المحافظ الجديد، الذي طلب أيضا إزالة ما تبقى من القبور مجهولة الهوية في حديقة “أبو تمام” !
ولا يخفي أهل الدير انزعاجهم من تصرفات المسؤولين الذين صبوا اهتمامهم على حديقة “أبو تمام” وتركوا مهمة ايصال الماء والكهربا لأحياء دمرها القصف، وسط غياب شبه تام لمشاريع حكومية في قلب المدينة حيث المركز الثقافي والمجمع الحكومي والمحكمة ومباني النقابات، فهل من المنتظر أن تتعهدها برامج الأمم المتحدة أيضا؟!
يمكن القول إن دور مديريات حكومة دمشق بدير الزور هو “صفر” لدرجة أنها قررت إلغاء مجرور صرف صحي محاذي للنهر الصغير توفيرا للميزانية التي ستصرف على تنفيذه، هذا عدا عن العجز عن تأمين الكهرباء والمحروقات للأهالي الذين يقاسون البرد في عزّ الشتاء كما يقال.
هذا عدا عجز “الحكومة العتيدة” عن ترميم جسر السياسية وهو شريان الحياة بالنسبة للمدينة وحبلها السري القادم من ريفها الشمالي، حيث بلدات “الحسينية وحطلة والصالحية ومراط ومظلوم وخشام وطابية.
كيف يستطيع السكان العودة إلى أحياء “الشيخ ياسين والمطار القديم والحويقة” وغيرها من الأحياء؟
والسائر من دوار “غسان عبود” إلى منطقة “الصناعة” يدرك أن مدينة دير الزور ما زالت “مدينة أشباح” !