قال الرئيس السوري أحمد الشرع يوم الخميس إن البلاد دخلت «مرحلة تاريخية جديدة» منذ انطلاق معركة «تحرير سوريا» قبل عام، مؤكداً أن الدولة ماضية في تعزيز الاستقرار ومنع أي مسارات تقسيم أو فيدرالية، وذلك خلال اتصال هاتفي وجّهه إلى اجتماع محافظ اللاذقية مع وجهاء ولجان الأحياء.

وأضاف الشرع أن ذكرى المعركة «محطة حظيت بترحيب واسع لدى معظم السوريين»، رغم تباين المواقف بين من تأثّر بتبعاتها ومن «استوعب ضرورتها للحفاظ على وحدة البلاد وأمنها»، مشيراً إلى أن الحكومة «تتوقع استمرار الاعتراضات والتحديات».

وأشار الرئيس إلى أن الأيام الماضية شهدت «مطالب شعبية محقة»، معتبراً في الوقت نفسه أن «بعضها كان مسيّساً»، ومؤكداً استعداد الدولة «للإصغاء ومناقشة مختلف المطالب بجدية».

وقال الشرع إن سوريا حققت خلال العام الماضي «خطوات مهمة» على المستويات السياسية والاقتصادية والخدمية، مضيفاً أن الساحل السوري يمثل «أولوية وطنية» بسبب موقعه الحيوي ودوره في الربط الاقتصادي مع دول المنطقة.

وجدّد الشرع رفضه «الطروحات المتعلقة بالانفصال أو الفيدرالية»، معتبراً أنها «تعكس قراءات ضيقة أو نقصاً في الإلمام السياسي»، مشدداً على أن الدول الفيدرالية «تحتفظ بمركزية قوية» في قطاعات الدفاع والأمن والخارجية والاقتصاد. وأكد أن الجغرافيا السورية «مترابطة»، وأن موارد الساحل والمنطقة الشرقية «متبادلة ولا يمكن فصلها».

وقال الرئيس إن التكامل القائم بين مختلف المناطق «يدحض دعوات التقسيم»، لافتاً إلى أن مفهوم الفيدرالية لا يختلف «من حيث الجوهر» عن إطار الإدارة المحلية المعمول به حالياً، خصوصاً القانون 107، مع إمكانية إدخال تعديلات عليه.

وأضاف الشرع أن سوريا تجاوزت «مرحلة الخطورة» بفضل «السياسات التي اتبعتها الدولة والتفاعل الشعبي»، مشيراً إلى أن البلاد تواجه مهمتين أساسيتين في المرحلة المقبلة: «حماية البلاد من المخاطر الداخلية والخارجية» و«التنمية الاقتصادية».

وتحدث الشرع عن تحديات ما بعد النزاع، قائلاً إن الدول الخارجة من الصراعات «تمر بمرحلة حساسة قد تستمر لسنوات»، لكنه أكد أن سوريا استطاعت «تجاوز هذه المرحلة»، وأن عملية البناء «تحتاج إلى وقت» وإلى منظومة قوانين جديدة تعتزم الحكومة إقرارها في السنوات الخمس المقبلة.

وأشار إلى رفض الدولة «أي صيغة للمحاصصة أو الاستقطاب السلطوي» داخل مؤسساتها، مؤكداً أن جميع المكونات «شركاء» في بناء الدولة. وفي إشارة إلى تجربة إدلب السابقة، قال الشرع إن السلطات رفضت عروضاً للانفصال ونجحت في تقديم «نموذج اقتصادي وخدماتي» رغم ظروف الحرب.

وختم الشرع بالقول إن الوقت «حان لإنهاء حالة الانقسام» المستمرة منذ عقود، مضيفاً أن وحدة السوريين داخل البلاد وخارجها «هي الأساس في صون سوريا ومنع محاولات التقسيم».