دمشق (دجلة) – في أول خطاب رسمي له، تعهّد الرئيس السوري أحمد الشرع بقيادة البلاد نحو مرحلة انتقالية ترتكز على تحقيق العدالة، وإعادة بناء الدولة، وإرساء نظام سياسي جديد يستند إلى الحرية والمشاركة الشعبية، وذلك بعد 54 يومًا من إعلان سقوط نظام بشار الأسد.

وفي كلمته المسجلة، أكد الشرع أن سوريا تدخل “فصلًا جديدًا” في تاريخها، مشددًا على أن “تحرر البلاد لم يكن ممكنًا لولا تضحيات السوريين في الداخل والخارج، من شهداء ومعتقلين ونازحين، وكل من فقدوا أحباءهم خلال سنوات القمع والحرب”.

وأضاف: سوريا تحررت من أحد أكثر الأنظمة استبدادًا في العالم، بفضل “استمر بتضحيات الثوار الذين حرروا أرض سوريا، رغم سنوات من عذابات الصواريخ والبراميل والكيماوي، فلم ينثنوا ولم ينكسروا”.

إطار انتقالي شامل

وأشار الشرع إلى أن تسلمه مسؤولية البلاد جاء “بعد مشاورات مكثفة مع الخبراء القانونيين لضمان شرعية العملية الانتقالية”، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد تشكيل حكومة انتقالية شاملة، تعكس تنوع المجتمع السوري، وتعمل على إعادة بناء مؤسسات الدولة.

كما أعلن عن تشكيل “لجنة تحضيرية لاختيار مجلس تشريعي مصغر”، ليملأ الفراغ الدستوري، بالإضافة إلى لجنة أخرى لتنظيم “مؤتمر الحوار الوطني”، الذي سيكون منصة لمناقشة البرنامج السياسي للمرحلة المقبلة.

وشدد على أن الإعلان الدستوري للمرحلة الانتقالية سيصدر بعد استكمال هذه الخطوات، ليكون المرجع القانوني لإدارة البلاد حتى إجراء انتخابات حرة ونزيهة.

أولويات المرحلة القادمة

وحدد الرئيس السوري الجديد مجموعة من الأولويات التي ستعمل عليها الحكومة الانتقالية، وعلى رأسها:

  • تحقيق السلم الأهلي، وملاحقة المجرمين الذين ولغوا في الدم السوري، وارتكبوا بحقنا المجازر والجرائم، سواءً ممن اختبأوا داخل البلاد، أو فروا خارجها، عبر عدالة انتقالية حقيقية.
  • إتمام وحدة الأراضي السورية؛ كل سوريا، وفرض سيادتها تحت سلطة واحدة وعلى أرض واحدة.
  • بناء مؤسسات قوية للدولة، تقوم على الكفاءة والعدل، لا فساد فيها ولا محسوبية ولا رشاوى.
  • إرساء دعائم اقتصاد قوي، يعيد لسوريا مكانتها الإقليمية والدولية، ويوفر فرص عمل حقيقية كريمة، لتحسين الظروف المعيشية، واستعادة الخدمات الأساسية المفقودة.

دعوة للمشاركة في بناء المستقبل

وفي ختام كلمته، وجه الشرع دعوة مفتوحة لجميع السوريين للمشاركة في إعادة بناء البلاد، قائلًا :”يا أبناء سوريا الحرة؛ إن بناء الوطن مسؤوليتنا جميعاً، وهذه دعوة لجميع السوريين للمشاركة في بناء وطن جديد، يُحكم فيه بالعدل والشورى”، دون الإشارة للديمقراطية كاسم رغم الحديث عن الانتخابات والدستور.

وأضاف: “معاً، سنصنع سوريا المستقبل، سوريا منارة العلم والتقدم، وملاذ الأمن والاستقرار، سوريا الرخاء والتقدم والازدهار، سوريا التي تمد يدها بالسلام والاحترام، ليعود أهلها إلى وطن عزيز كريم، مزدهر آمن مطمئن”.