صوفيا (دجلة) – تحتجز السلطات البلغارية عشرات من طالبي اللجوء السوريين، بينهم ثمانية قاصرين، في ظروف توصف بغير الإنسانية في مركز احتجاز “بوسمانتسي” بالعاصمة صوفيا، وفقًا لشهادات من داخل المركز.

وقال عبد الباسط الحسن، وهو أحد المحتجزين، في اتصال هاتفي مع موقع “دجلة” إن السلطات البلغارية تفرض على اللاجئين شروط احتجاز قاسية، حيث يُمنعون من استخدام هواتفهم للتواصل مع عائلاتهم، كما يُسمح لهم بمدة قصيرة لتناول الطعام لا تتجاوز خمس دقائق تحت مراقبة الحرس، إضافة إلى 25 دقيقة فقط من الهواء الطلق يوميًا.

وذكر عبد الباسط (46 عاما) أن بعض المحتجزين أمضوا أكثر من عامين في مراكز الاحتجاز والبعض الآخر 9 أشهر، بينما تخيرهم السلطات بين القبول بالترحيل إلى مناطق سيطرة النظام السوري وبين تمديد فترة احتجاز آخرين إلى 18 شهراً.

ويقول عبد الباسط إنه قد نُقل بين مراكز الاحتجاز دون تفسير واضح، فبعد وصوله من تركيا نقل إلى مركز “خرمانلي” ثم إلى صوفيا واستقر أخيرا في “بوسمانتسي”، حيث عزلوا عن العالم الخارجي.

وأكدت تقارير بأن السلطات تمنح المحتجزين خيارين؛ إما الموافقة على الترحيل إلى سوريا أو تمديد فترة احتجازهم، ما أثار قلق منظمات حقوقية دعت إلى تحسين أوضاع الاحتجاز وفق المعايير الدولية.

وتُعزى صعوبة ترحيلهم حسب قانونيين إلى غياب قنوات دبلوماسية بين بلغاريا وسوريا لإتمام الإجراءات القنصلية، مما يثير التساؤلات حول قانونية استمرار احتجازهم، إذ يمنع القانون البلغاري احتجاز طالبي اللجوء لأكثر من ستة أشهر، إلا أن العديد منهم يتعرضون لتمديد يصل إلى 18 شهرًا بتهم تتعلق بالأمن العام.

ودعت منظمة “نوفوتوزون” الحقوقية في بيان صحفي إلى تدخل عاجل، مطالبةً السلطات البلغارية بتحسين ظروف احتجاز اللاجئين وتطبيق المعايير الدولية لحقوق الإنسان.

ونظم الائتلاف غير الرسمي “التضامن مع المهاجرين – بلغاريا” اليوم الأحد 17 تشرين الثاني 2024 احتجاجا أمام مركز اللاجئين في بوسمانسي، حيث طالب المحتجون برفع القيود المفروضة على الاتصالات والإمدادات للمحتجزين في مراكز اللاجئين.
وكان شتيفان رايشل رئيس جمعية ماتيو- الكنيسة واللجوء وصف في تصريح لإحدى الصحف الألمانية وضع المهاجرين في بلغاريا بالكارثي، مشيرا إلى أن طالبي اللجوء في بلغاريا يُجبرون على خلع ملابسهم، ويتعرضون للضرب والسرقة، بل وحتى لإطلاق النار في بعض الحالات.