محمد الحسون – عربان نت
بعد 10 سنوات من الإقامة في تركيا وأوروبا وجد السوريون أنفسهم أمام مهمة يجب القيام بها للحفاظ على اللغة الأم، فشروعوا في تعليم اللغة العربية لأطفالهم سواء في المنازل أو في مراكز أسسها معلمون سوريون لهذا الغرض.
ومن استطلاع رأي عائلات سورية تعيش في أوربا وتركيا يلاحظ دور وسائل الإعلام والاتصال في خفض مستوى تعلم اللغة لدى الأطفال أو زيادته إلى جانب دور المستوى التعليمي للأهل والوسط الاجتماعي والمدرسة في ذلك.
في مدينة مونبلييه جنوب فرنسا تعيش قرابة 200 عائلة سورية لاجئة، تواجه المشكلة ذاتها، لكن السابقين منهم عملوا على إيجاد حل ناجع للمشكلة بافتتاح معهد يستقبل الطلاب بعد انتهاء الدوام المدرسي وأيام السبت والآحاد، ويمكن أن ينسحب الأمر على جميع السوريين في فرنسا وأوروبا.
وتظهر غالبيه المدارس التي تمولها المؤسسات العامة في أوروبا نهجا أحادي اللغة في الفصول الدراسية، وفقا لما جاء في تقرير نشرته شبكه المعلومات التعليمية الخاصة بالمفوضية الأوروبية في كانون الثاني من العام 2019.
وفي العام الدراسي 2016-2017، أصدرت وزارة التعليم التركية، قراراً يقضي باستمرار تسجيل الطلاب السوريين المنتقلين من الصف الأول إلى الصف الثاني في المدارس التركية، ثم ألزمت العائلات السورية التي تجاوز أبناؤها الصفين الرابع والثامن، بمراجعة مديرية التربية المركزية في الولايات مع الجلاء المدرسي الحاصلين عليه من مراكز التعليم السورية المؤقتة، لاستخراج شهادة التعديل “الدنكليك”، وتسجيل أبنائهم في المدارس الحكومية التركية القريبة من أماكن إقامتهم، وهي مدارس تعتمد اللغة التركية الرسمية في البلاد في مناهجها الدراسية، ما خلق حالة من القلق لدى الأهالي من احتمالية حرمان أولادهم من التعلم باللغة العربية وإتقانها كتابة وقراءة وتحدثا، ما يؤثر على نحو أربعة ملايين سوري.
وتفيد الإحصائية، بأن معظم اللاجئين السوريين يعيشون في مدينة إسطنبول وعددهم 537 ألفًا و829 سوري، يليها مدينة شانلي أورفة (462 ألفًا و961 ).
ويصل عدد الطلاب السوريين في تركيا إلى نحو مليون طالب، نصفهم مسجل، فضلاً عن كثيرين متسربين، أو الذين لم تسمح لهم ظروفهم بدخول المدارس وبالتالي الأطفال باتوا يقسمون إلى قسمين الأول يتعلم بالتركية والقسم الأخر ينضم لفئة الاميين لأنه يعمل أو حتى لأن أهله يعملون بولاية غير التي يحملون بطاقتها وبالتالي لا تقبلهم المدارس.
برزت في عينتاب واسطنبول وأورفة معاهد شرعية ومدارس سورية وروضات أطفال ساهمت في تعلم الأطفال لغتهم الأم بعيدا عن اللهجة الخاصة التي يتعلمها من والديه، والتي – اللهجة- لا تساعد الطفل على كسر حواجز التواصل بينه وبين باقي المتحدثين بالعربية من اللهجات الأخرى وسيعجز عن متابعة حتى وسائل إعلام عربية دولية.
ويمكن القول: إن متابعة الأطفال لبرامج الأطفال عبر الانترنت أو التلفزيون باللغة العربية يساعدهم بشكل كبير ويختصر على الأهل جهد كبير من عملية تعليم الأطفال الحديث باللغة العربية وفهمها وتبقى المهمة المنوطة بهم هي تعليمه قراءتها والكتابة بحروفها.