أعلنت وزارة الداخلية السورية يوم السبت أنّ قوة مشتركة من مديرية الأمن الداخلي في منطقة النبك وفرع مكافحة المخدرات بريف دمشق، ضبطت سيارة محمّلة بشحنة كبيرة من المواد المخدرة على الحدود السورية – اللبنانية، وذلك في كمين أمني محكم استهدف إحدى الشبكات القادمة من الأراضي اللبنانية.

وقالت الوزارة في بيان إن الشحنة تضمنت نحو 500 ألف حبة كبتاغون و500 كف حشيش، بالإضافة إلى 165 كيلوغراماً من الحشيش المخدر. وأضاف البيان أن شخصين أوقفا خلال العملية، وتم تحويلهما إلى الجهات القضائية المختصة لاستكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية.

وتأتي هذه العملية في إطار حملة أوسع تنفذها السلطات السورية منذ مطلع حزيران/يونيو الجاري ضد شبكات تهريب وترويج المخدرات. ففي واحدة من أكبر العمليات الأمنية خلال الشهر، أعلنت إدارة مكافحة المخدرات بتاريخ 27 يونيو أنها صادرت ما يقارب 3 ملايين حبة كبتاغون و50 كيلوغراماً من الحشيش في كمين بريف دمشق، قرب منطقة الجراجير الحدودية، بعد رصد دقيق لشبكة تهريب قادمة من لبنان.

وفي 25 يونيو، نفذت إدارة مكافحة المخدرات عملية مشتركة مع نظيرتها السعودية بناءً على تبادل استخباراتي، أدت إلى ضبط 200 ألف حبة كبتاغون كانت مخبأة داخل معدات صناعية في محافظتي إدلب وحلب، وجرى توقيف عدد من المتورطين.

وفي عملية سابقة بتاريخ 9 يونيو، أوقفت السلطات شخصين يحملان الجنسية اللبنانية أثناء محاولتهما تهريب شحنة تُقدّر بـ 800 كيلوغرام من الحشيش و200 ألف حبة مخدرة من الأراضي السورية، كما تم ضبط أسلحة خفيفة ومواد مخدرة في ريف اللاذقية في قضية منفصلة تتعلق بمطلوب أمني.

وتقول وزارة الداخلية إن هذه العمليات تأتي في سياق جهود متواصلة “لتجفيف منابع المخدرات بعد أن تحوّلت سوريا في ظل النظام البائد إلى مركز رئيسي لإنتاج وتهريب المواد المخدرة، خصوصاً الكبتاغون، نحو دول الجوار والمنطقة”.

إرث المخدرات الذي تركه النظام السابق في سوريا

منذ سقوط النظام البائد في أواخر عام 2024، تعمل وزارة الداخلية في الحكومة السورية الانتقالية على تفكيك الشبكات التي كانت تدير تجارة المخدرات وتنتج المواد المخدرة داخل البلاد. وقد كشفت إدارة مكافحة المخدرات، في تقرير إنفوغرافي حديث، عن حجم “المخلفات الكارثية” التي خلفها النظام السابق، والتي تشمل مستودعات ضخمة ومواد أولية تدخل في صناعة الكبتاغون والهيروين والمواد المهلوسة.

ووفق البيانات الرسمية، تم ضبط 13 مستودعًا احتوت على:

  • 320 مليون حبة كبتاغون
  • 1826 كيلوغرامًا من الحشيش
  • 2030 غرامًا من الكوكايين
  • 312 ظرفًا من حبوب الزولام (مهدئات)

كما تم الكشف عن 121 طنًا من المواد الأولية التي كانت مخصصة لتصنيع المخدرات، بينها:

  • 7118 غرامًا من مادة “أتش بوز”
  • 2399 ظرفًا من حبوب “أوريكا”
  • 172 ظرفًا من “يوغابين”
  • 759 غرامًا من “هيروين بودرة”
  • 795 غرامًا من مادة “مارجوانا” المخدرة

البيانات تشير إلى أن البنية التحتية لإنتاج المخدرات كانت ممنهجة وموزعة في مناطق عدة، ما يعكس تورطًا مؤسساتيًا خلال حكم النظام السابق، ويضع تحديات أمنية وصحية كبيرة أمام السلطات الحالية.

ويُعد هذا الملف من أبرز أولويات الحكومة الانتقالية التي تسعى إلى “صنع غد خالٍ من سموم النظام البائد”، وفق ما ورد في الشعار الذي ذُيِّلت به الوثيقة الرسمية.