مجمد الحسون
عندما تشاهد صور توزيع الحقائب بحضور مديرة تربية الحسكة الهام صورخان و “الوفد المرافق” بمدارس القامشلي، يتبادر إلى ذهنك أسئلة كثيرة منها هل حلت مشكلة المناهج؟ أم هل أصلحت المدارس المتضررة؟ وأيضا لماذا حين يشكو الناس من تقصير في قطاع ما يثبت المسؤولون وجودهم بالصور؟!
وهنا يحاول المسؤولون إبراز وجودهم بالمدارس التي خرجت بمعظمها من أيديهم إلى يد مسؤولي “الإدارة الذاتية” وتتبع مناهجها مع اللغتين الكردية والسريانية كما تتبع مدارس رأس العين مناهج مختلفة تماما تتضمن لغة تركية.
ماذا يحل هذا “الظهور” من مشاكل نقص المدارس بحد ذاتها عدا عن تهالك أبنية أخرى متضررة وقلة الاهتمام بها نقص المقاعد والمدافئ والمحروقات والكتب، سوى مشكلة المسؤول مع من هم أكبر منهم مع رسالة للناس بأن الجهة الفلانية هي من وزعت علبة البسكويت هذه أو تلك الحقيبة، رغم أن مصدرها منظمات دولية أو دول أخرى!
ما حصل مع صورخان، خلال توزيع 35 ألف حقيبة منها 12 ألف في القامشلي وعلب بسكويت خلال اليومين الماضيين هو ذاته الذي حصل مع مديرة تربية رأس العين انتصار دودة في قرية “أم الخير” وهناك عشرات المدارس في مناطق الإدارة الذاتية حالتها يرثى لها بالرقة ودير الزور!
نعم…نعم ينتظرون منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” لترميم المدارس ثم يعلون عن إصلاحها، حيث أصلحت 27 مدرسة خلال العام الحالي ليصبح عدد المدارس الموضوعة بالخدمة 334 مدرسة بمساعدة الأمم المتحدة وبرامجها، فيما بقيت مدارس أخرى دون أبواب وشبابيك بالريف الغربي.
من المفترض وسط هذه الدوامة والصراع على المناهج والمدارس أن يقدم كل فريق أفضل ما عنده أو يتركوها لليونيسيف تختار مناهجها ومعلميها! حتى لا نكون بعد سنوات أمام شريحة ثقافتها تركية وتواليها وأخرى تتبنى القيم الأمريكية أمّا الثالثة فتعود لمناهج “طلائع البعث” و”شبيبة الثورة”!
ثم تأتي مديرية التربية بالحسكة لتقول: ” توزيع السلل الصحية (صندوق المحبة) على المستحقين في مدارس بلدة تل حميس الحكومية”؟؟؟!!
ولسان حال الأطفال يرد عليهم: “ماذا تقصدون بمستحقين؟؟ هل بيننا أطفال سيحرمون من هذه العطايا وهم ينظرون إلينا؟!