أسفرت الغارات الإسرائيلية عن سقوط ضحايا وجرحى إلى جانب تدمير جسور العريضة في طرطوس والدبوسية، قمار، والجوبانية في حمص، مما قطع حركة النقل بين سوريا ولبنان وأدى إلى تعطيل حركة التنقلات التجارية والاجتماعية في المنطقة.
وأعلن مصدر عسكري من وزارة الدفاع في دمشق أن غارات جوية إسرائيلية استهدفت في الساعات الأولى من صباح اليوم معابر حدودية وجسورًا حيوية في ريف حمص الغربي، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص، بينهم عسكريان، وإصابة 12 آخرين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الهلال الأحمر. كما تسببت الغارات في أضرار مادية جسيمة.
وكانت الغارات أوقعت عشرات القتلى والجرحى على جانبي الحدود قبيل دخول اتفاق وقف اطلاق النار بين إسرائيل ومسلحي حزب الله حيز التنفيذ صباح اليوم الأربعاء.
دمار للبنية التحتية
أعلنت وزارة النقل السورية أن الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت فجر اليوم جسر العريضة في محافظة طرطوس أدت إلى تدميره بالكامل.
ويعد هذا الجسر من المنشآت الحيوية التابعة للمؤسسة العامة للمواصلات الطرقية، حيث يربط بين طرفي نهر الكبير الجنوبي ويشكل شريانًا هامًا في حركة النقل بين محافظة طرطوس والحدود اللبنانية.
وفي بيان رسمي، أكد حسين ناصر، مدير فرع المواصلات الطرقية في طرطوس، أن العدوان ألحق أضرارًا جسيمة بالجسر، بدءًا من تدمير الركائز وصولًا إلى تدمير بلاطات الجسر.
كما تدمّر أيضًا الجسر القديم الموازي للجسر الجديد.
وفي محافظة حمص، تعرضت جسور الدبوسية (البيتوني – والمعدني (وقمار والجوبانية لدمار شامل، مما أدى إلى تعطيل حركة النقل البري بين سوريا ولبنان، خاصة في المناطق الحدودية.
وقال نبيل عقول، مدير فرع المواصلات الطرقية في حمص، إن الجسور التي تم تدميرها تعد شرايين حيوية للاقتصاد المحلي والاتصال بين البلدين.
إعادة فتح معبر جديدة يابوس
أكدت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” أن الحركة بين سوريا ولبنان قد استؤنفت بعد ردم الحفرة التي خلفها القصف الإسرائيلي على معبر جديدة يابوس الحدودي مع لبنان من جهة دمشق، مع فتح طريق ترابي مؤقت للسماح بمرور المواطنين والسيارات.
ونشرت الوكالة صورا لعودة حركة عبور المواطنين والسيارات على الطريق الواصل بين معبر “جديدة يابوس والمصنع” الحدودي.
تأتي هذه الهجمات بعد اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، بعد شهور من التصعيد العسكري بين الطرفين. ويرى مراقبون أن الغارات الإسرائيلية تهدف إلى إرسال رسالة تحذير حول استمرار عمليات تهريب الأسلحة إلى حزب الله عبر الأراضي السورية.
بعد انقضاء شهرين على تصاعد حدة الهجمات على البلاد، لقي أكثر من 3,500 شخصٍ مصرعهم، وأصيب 15,000 آخرون، حيث طالت تأثيراتها المباشرة ما يقدر بنحو 1.3 مليون شخص، حسب الأمم النتحدة، وأجبرتهم على النزوح من منازلهم، عشرات الآلاف منهم دخلوا الأراضي السورية ضمن أكثر من 557 ألف شخص معظمهم سوريون كانوا في لبنان.
فيما لا يزال أكثر من 7 ملايين سوري في عداد النازحين داخل البلاد.