“الدعجة” عشبة برية تنبت على سفوح الجبال والتلال وبطون أودية مناطق الجزيرة السورية لها فوائد طبية يستخدمها السكان بشكل أساسي لآلام البطن ويصفها من يمارسون الطب العربي لعلاج حصى المرارة والنقرس و لتعديل ضغط الدم وغيرها من الأمراض.



يبدأ ظهورها في الربيع على شكل نبته لا تتجاوز 35 سم بأوراق صغيرة باهتة الحضرة صعبة التمييز عن بعضها يبحث عنها كبار السن لقطافها وتجفيفها قبل الاحتفاظ بها على شكل ربطات معلقة بالأسقف أو صرة تحوي أنواع أخرى من الأعشاب الطبية الأخرى مثل “الزعتر والبابونج والنعناع البري والكبر والكيصوم…الخ”، التي تستخدم مع المشروبات الساخنة كالشاي أو يشرب منقوعها كنوع من الزهورات مثل البابونج.



“عشبة الدعجة كانت الدواء قبل ظهور أصناف الادوية المعروضة في الصيدليات” بهذه الجملة يختصر الحاج “أبو علي” تصور سكان المنطقة سابقا عن النبتة البرية وايمانهم بفوائدها الصحية، على درجة العثور على بعضها في كل بيت تقريبا.

يتابع الرجل الثمانيني، قائلا :” إنها تخفف درجة حرارة الجسم، وآلام المعدة والبطن كما تسهل عملية الهضم بعد تناول مسحوقها أو شرب منقوعها” دون آثار جانبية تسببها الأدوية الكيميائية.

ويوضح –أبو علي- أنهم بالسنوات الماضية كانوا يخرجون لقطاف الأعشاب البرية لحفظها، فبعد جز الجزء الظاهر منها فوق الأرض ثم تنظيفها من الغبار وربطها ضمن حزم صغيرة وتعليقها في الظل بعيدا عن الغبار حتى تجف تماما.

هذه الأوراق اليابسة يجري تناولها مع القليل من الماء لسهولة بلعها أو مع الشاي لتخفيف مرارتها والبعض ينقعها بالماء الساخن ثم يشربها.

رغم احتفاظ بعض العائلات بباقات صغيرة من أعشاب برية يقطفونها في الربيع، لكن استخدامها تراجع بعد انتشار الادوية بالصيدليات نظرا لسهولة تناولها وسرعة أثرها.

عشبة الدعجة بعد التجفيف – دجلة



وتحدث الرجل عن نبات “الكبر” التي تفيد جذوره في علاج حالات الروماتيزم والام العظام والمفاصل وعرق النساء”، مبينا انهم “ينظفون الجذر جيدا من الأتربة ويدق في جرن حتى تصبح كالمرهم بعد خلطها بصابون زيت الغار.

وأشار إلى ضرورة أن يكون استخدام عجينة “الكبر” بعناية ومعرفة لأن افرازاتها حادة، لذا يلف مكان الألم بقطعة قماش قبل وضع خليط جذور “الكبر” فوقها ثم يلف بقطعة نايلون وتترك لفترة تسمح للزيوت بسحب المواد المسببة للألم من المكان المصاب.

وحسب الرجل فإن ظهور فقاعات على الجلد مليئة بماء وأوساخ هو دليل على تنظيف مكان الألم من المواد الضارة داخل الجسم، الذي يدهن أخيرا بزيت الزيتون.