عربان نت- خاص
“طوبى لمن ربح نفسه وخسر العالم” رسالة كتبها الراحل د. فواز الساجر يوم سافر إلى موسكو للفنان أيمن زيدان، الذي كان “أحد 26 طالبـاً من طلابه في المسرح بينهم غسان مسعود أيضا ، فقد كان همه الأساسي أن تنصهر الذات في بوتقة الجماعة، وأن تتحول الأنا إلى النحن، وفق زيدان.
والساجر، الذي توفي قبل 32 عاما، هو مخرج مسرحي ومن مؤسسي المعهد العالي للفنون المسرحية بسوريا وعمل مدرسا فيه.
بداية تقليدية للطفل المولود عام 1948 م، في قرية تحمل اسم عائلته بناحية أبو قلقل التابعة لمدينة منيح شرق حلب، حتى حصوله على الشهادة الثانوية الأدبية عام 1965 م من الرقة، عرف باندفاعه الكبير للقراءة والمطالعة، فقد كان من الرواد الدائمين للمركز الثقافي العربي في منبج، والذي حمل اسمه فيما بعد.
عام 1966 م كان يدرس السنة الأولى باللغة الإنكليزية بحلب، حين حصل على منحة دراسية من وزارة الثقافة لدراسة الإخراج المسرحي في موسكو فغادر البلاد ليعود إليها مخرجا يحمل شهادته من معهد غيتس 1972.
أول عمل مسرحي أخرجه على مسرح حلب الجامعي 1973 م، وهو يرى المطلوب في بلدنا هو “المسرح الذي يؤكد قيماً اجتماعية وأفكاراً جديدة تدفع بوعي الناس إلى الأمام”.
وفي عام 1977م أسس مع سعد الله ونوس المسرح التجريبي وقدم “يوميات مجنون” و”رحلة حنظله من الغفلة إلى اليقظة” و ثلاثية “ضربة شمس- حكاية صديقنا بانشو- والرجل الذي صار كلباً”، عرضت في تونس، وفي العام 1981م قدم عرض التخرج لطلبة الدفعة الأولى من قسم التمثيل وهو “سهرة مع أبي خليل القباني” لسعد الله ونوس.
سافر من جديد إلى موسكو لدراسة الدكتوراه عام 1982م وعاد بها عام 1986م وأصبح في العام 1987م مدرساً لمادة التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية وقدم في العام 1988م مسرحية “سكان الكهف” للمسرح القومي عن مسرحية ويليام سارويان.
وعند رحيل الساجر في 16 أيار عام 1988 م، عثر على قصاصة ورق صغيرة بجيبه يقول فيها : إن عصرنا هذا هو عصر الضيق، أكلنا ضيق، شرابنا ضيق، زيُّناً ضيق، مسكننا ضيق، مرتبنا ضيق، تفكيرنا ضيق، قبرنا ضيق، مطمعنا ضيق، أفقنا ضيق، عدلنا ضيق، عالمنا ضيق، مصيرنا ضيق، موتنا ضيق، قبرنا ضيق، الضيق، الضيق! افتحوا الأبواب والنوافذ.. سيقتلنا الضيق! افتحوا الأرض والسماء.. سيقتلنا الضيق! افتحوا الكون.. سيقتلنا الضيق!