احتلت وسائل التواصل الاجتماعي جزءا كبيرا من حياتنا توازي مدة بقاء الهواتف الذكية بأيدينا ما انعكس بشكل أساسي على أطفالنا بعد تحول جهودهم من منافسة هذا الجهاز المستأثر باهتمامنا إلى تقليد أعمى للكبار في ملازمة هذه الأجهزة على نحو مفرط يعجو الآباء عن الحد منه.

هذا الأمر يجعلنا في مواجهة مخاطر كبيرة تحدق بأطفالنا وتكوينهم الجسدي والنفسي في بداية طور نشأتهم لما تحويه مواقع التواصل الافتراضي من سلبيات تنعكس على الحالة المزاجية للطفل ونفسيته.


وهذا ما يعانيه “أبو علي” مع ابنه البالغ 12 عاما، بعد ان أجبره على شراء هاتف ذكي بسعر 150 دولارا أمريكيا من اجل ألعاب الفيديو وأفلام الكرتون في البداية، لكنها بدأت تؤثر على عينيه.

يقول الرجل إنه شعر بعد فترة من الوقت تغييرات في سلوكيات ابنه فقد اعتزل العائلة واصبح ملازما للهاتف الجوال، الذي لا يتركه حتى في لحظات الأكل بتابع فيديوهات ينشرها مستخدمون آخرون لهذه المواقع او يرسلها له أصدقاؤه، هذا عدا عن عن السهر لساعات طويله من الليل وعدم الخروج للعب مع أقرانه.


ولم يخف “أبو علي” من قلقه على ولده من هذه العزلة بعد ادمانه العبث بالهاتف الذكي وترك الألعاب ذات الطابع الرياضي المفيدة للجسد، على حد وصفه.

وتقول، ريم العلي، وهي أمل لطفلين إن مواقع التواصل الاجتماعي تعد سلاحا ذو حدين، وعند استخدامها بشكل سليم يؤدى إلى تطوير شخصية طفلك، من خلال التوصل لمعلومات جديدة واستخدامها في التعليم، لكن عند استخدامها للعب والوصول إلى الشهرة، ينتج عنها بعض الأضرار النفسية مثل التوحد وزيادة العنف وإهمال المذاكرة ووظائفهم اليومية.

ويجب على الأمهات للانتباه لأطفالهن من خطر تلك المواقع لأنها قد تورثهم أمراض نفسية مثل “العزلة عن المحيط” الطبيعي.

ويرى المدرس أنس العلي أن الأطفال يضيعون يوميًا ساعات طويلة بين نشرٍ لصور ومعلومات وأخبار شخصية على الملأ، وبين رؤيةٍ لأخبار الغير وصورهم ونشاطاتهم دون جني أي فائدة، مشيرا إلى المشاكل النابع من التواصل عبر الفضاء الافتراضي وتعرضه للتنمر والعنف اللفظي أحيانا.

وقال المدرس إن تقليص المدة التي يقضيها الطفل مع أجهزة المحمول الذكية يكاد يكون مستحيلًا؛ فقد أصبح الهاتف الذكي من أهم أدوات يعتمد عليها الأطفال وحتى البالعين من جميع الفئات العمرية.

أصبح الأطفال –حسب أنس- كسولين غير قابلين للحركة مما أثر على صحتهم ولياقتهم، فنجد نسبة زيادة الوزن والبدانة في ازدياد ملحوظ بين الأطفال المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي .


آثار سلبية للظاهرة


وتظهر الأثار السلبية للاستخدام المفرط على الأطفال بشكل خاص بأشكال عدة منها:

• شعور الأطفال بالاضطراب والقلق وقلة النوم لأنها تسبب زيادة إفراز الجسم لهرمون مسئول عن الشعور بالقلق واضطراب النوم مما.

• تدني تحصيل الطفل الدراسي

• تكوين أفكار مغلوطة لأن مواقع التواصل الاجتماعي هي البيئة الأم للحصول على الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة.

• عدم قدرة الطفل على التواصل مع محيطه الواقعي ؛الانطواء)، فهو تعوّد على التواصل عن طريق الرسائل، والتعبير عن نفسه باستخدام “الإيموشنات”.

للحد من هذه الظاهرة يتوجب على الأهل ردع أطفالهم بحزم وتعيبن أوقات محددة لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي حيث يلعب الأهل دور أساسي في تغيير سلوك الطفل وتحديد ساعات مناسبة ومحددة.