بعد ثماني سنوات من حادث سير أقعده يواجه إبراهيم صعوبات جمة في العودة لحياته الطبيعية، خاصة مع صعوبة الوصول إلى المستشفيات المجهزة بكوادر طبية وأجهزة حديثة في ظل ظروف الحرب في سوريا، وتعدد السلطات المسيطرة على إقليم البلاد.


إبراهيم الناصر (26 عاما) يلتزم الجلوس لساعات طويلة على كرسيه أمام دكانه على الطريق العام شرق مدينة “الشدادي” ليبيع “البنزين” بسعر 1000-1500 ل.س مثله كمثل مئات العاملين في بسطات المحروقات لتأمين قوت يومهم في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية في المنطقة.

يحتفظ الشاب، بذكرى أليمة عن سبب جلوسه هذا، وهو أنه تعرض لحادث سير حين كان يقود دراجة نارية عام 2014، يتحدث عنها بحزن يخالطه ابتسام خجول.

وكلما حاصره التعب لابد من التبسم وترديد عبارة تبعث السكينة في نفسه “هذا قدر الله”!

قد تبدو هذه الذكرى عادية نظرا لتكرار الحوادث على طريق الحسكة – دير الزور، و التي أودت بحياة 4 أشخاص وأصابت آخرين بجروح منذ بداية العام الجاري، لكن إبراهيم يحتفظ بتفاصيلها مع أمل كبير لاستعادة صحته بعد تلقي العلاج اللازم.


الحادث!


في أحد الأيام، خرج من المنزل برفقة صديقه على دراجة نارية سالكا طريقا غير معبدة فصادف صديقا آخر على دراجة أخرى فسارا بالتوازي على الطريق غير المجهزة فبادر الشاب السائر بجوارها من باب المزاح بالعبث بمقود دراجتهم ففقدوا التوازن لتزداد السرعة تلقائيا ما تسبب بحادث، أصيبوا على إثره جميعهم بإصابات بليغة.

أكد الأطباء –وقتها- إصابته بنزيف حاد بالرأس ودخوله بغيبوبة إلى جانب انقراص شديد بالفقرات ، ما سبب شللا نصفيا بالجهة اليسرى وتكربا حادا بأعصاب يده اليسرى.

وبعد 4 أشهر من تلقي العلاج في المشفى، انتقل الشاب إلى منزله ليقبع دون حراك على مدى عام كامل حتى شرع إخوته بمساعدته عبر اجراء علاج فيزيائي ليتحرك بشكل تدريجي حتى اصبح قادرا على الحركة لوحده، لكن بخطوات ثقيلة بنقل القدم اليسرى من أثر الشلل.



التجنيد الاجباري يعيق العلاج!


يدور ببال إبراهيم شيء واحد وهو الذهاب الى دمشق لتلقي العلاج المناسب والعودة إلى نشاطه السابق، لكن حاليا مطلوب للتجنيد الإجباري ما جعله يخشى من اعتقاله على أحد الحواجز العسكرية أثناء توجهه إلى العاصمة.

وتنقسم البلاد إلى 5 مناطق سيطرة أولها تحت سيطرة قوات النظام والثانية تحت سيطرة “هيئة تحرير الشام” والثالثة تحت سيطرة الجيشين التركي و”الوطني السوري” أما الرابعة فهي تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والخامسة قرب معبر التنف والحدود الأردنية تحت سيطرة “مغاوير الثورة”.