محمد الحسون – دجلة نت
أكل اللحم بطريقة “الحميس” يعتبر خلال العقود السابقة من أساسيات الأفراح يومي “الحنة والصبحة” من حفل الزفاف في مناطق الجزيرة السورية، إلى جانب الزيارات ومجالس العزاء.
وأيضا تقدم خلال التجمعات الأصغر مثل “الطهور” والزيارات وجاهات الخطوبة والمصالحات بين المتخاصمين.
وتتميز هذه الأكلة بأن لحم الخروف أو العجل يطبخ بالدهن وبعض الماء في قدور كبيرة تصف على مواقد متجاورة، ومع استمرار عملية الطبخ على النار يتبخر الماء وتبقى قطع اللحم تسبح بالدهن، وغالبا ما يشارك الرجال في الطبخ.
وتقدم هذه الوجبة في صحون كبيرة (الصواني) وإلى جانبها أواني اللبن والخضار وعلى رأسها البصل الأخضر، ومؤخرا بدأت تقدم بطرق مختلفة مع استخدام أنواع شتى من البهارات والمحسنات.
ولا يقتصر إعدادها على المناسبات الكبيرة، بل يمكن تحضيرها لضيف وصل من بعيد أو بشكل مفاجئ وخاصة إذا كانت له مكانة خاصة أو غريب عن المنطقة، فيكون إكرامه ضروريا ومقدما على كل شيء.
وساهم الغلاء نتيجة الحرب وانهيار سعر صرف الليرة مقابل العملات الأجنبية إلى تحول بعض الناس إلى تقديم أكلات أخرى أوفر منها مثل “اللحم بعجين” مع إمكانية تقديم لحم الفروج والذي يكلف حاليا مئات الآلاف بينما وصل سعر الذبيحة من الأغنام 300 -500 ألف ليرة تقريبا مقابل 1500 -5000 آلاف ليرة خلال العقد الماضي.
ورغم الغلاء مازال بعض أهل الجزيرة يصرون على تقديم أكلة “الحميس” في المناسبات الهامة لضيوفهم.