من العلاقات الاجتماعية الفريدة “الجزيرة السورية” هي علاقة “الكرافة” أو “الكريفاتي” وهي ارتباط أقوى من صلاة القربى  والمصاهرة بين عائلتين يسودها المحبة والاحترام الشديد، فمن هو “الكريف” أو “الجريف”؟؟؟!


“الكريف” هو الشخص الذي وقع عليه اختيار عائلة ما ليكون الراعي الأول لعملية “ختان” ابنها.

وعادة ما يجري اختيار الكريف من قومية أخرى أو عشيرة أخرى بقصد زيادة صلة القربى، وفي وقت متأخر أمسى العرب يختارون الكريف من عشيرة عربية أخرى مثلا او حتى من السريان.

وتقول المصادر الكردية إن الرجل يرسل فرسا أو كبشا لمن يريد أن يجعله كريفا لابنه وعند قبوله يحضر إلى الوليمة مع الهدايا واللباس للولد ويدفع أجرة المطهر ، وفق ما ذكر محمود بايزيدي، رسالة في عادات الكردي.

ويحضر معه يوم الاحتفال إلى بيت أهل الطفل بعض أهله رجالاً ونساءً حاملين معهم الكثير من الهدايا الرمزية وحتى الذبائح حسب حالته المادية، فيبدأ الاحتفال الذي يستمر سابقا لأيام حيث تعقد الدبكات على أنغام ” الطبلة والزرناية ” وأحياناً “الطنبورة”.

وفي فترة التسعينيات شهدت هذه الحفلات تطورا حتى استدعي إليها المطربون الشعبيون مثل عمر سليمان.

جاءت عملية اختيار “الكريف أو الجريف أو الكرفة” من التقاليد الكردية وعلى وجه التحديد من اليزيديين  وتسمى بالكردية “الكريفاتي”، وهي مرتبطة بطقوس “ختان الذكور” أو الطهور.
 

وقد يجري في الحفل ختان أكثر من ولد يكون أحيانا لكل واحد منهم كريفا خاصة من عائلة أخرى فتتشعب العلاقات الاجتماعية، وتفوق أحيانا علاقة القرابة لشدة احترامها من جميع الأطراف إلى درجة تحريم الزواج من ابنة الكريف، وهو اعتقاد مصدره الديانة اليزيدية على الأغلب، والتي تقول بأن الكريف يمسي أقرب للطفل من شقيق والدته.

وتعتبر الكرافة من أنبل عادات اليزيدية في سنجار والجزيرة، فيجعلا من صديقه كريفا أي قريبا بعد وضع الطفل بحجرة أثناء عملية الختان فسقوط قطرات الدماء على ثوبه يجعله أخا بالدم فلا يناله ضيم، أو غدر ويدخل في المحارم لخمسة أجيال، وفق كتاب عبد الرزاق الحسني، اليزيديون في حاضرهم وماضيهم.

وهناك بعض العائلات احتفظت بصلة  ” الكرافة ” منذ مئات السنين وحتى الآن وتقوم بتجديد الكرافة ولكن بشكل مختصر جداً عن المراسم السابقة وذلك رغم اختفاء هذه العادة بعد ان أصبح الناس يذهبون بأطفالهم إلى عيادة طبيب جراج ويقومون بختانه دون أي احتفالات.

محمد الحسون – دجلة نت