أصدرتِ الشبكةُ الآشوريةُ لحقوقِ الإنسانِ بيانًا، قالت فيه إن إغلاقَ المدارسِ قرارٌ خطيرٌ قد يؤدي إلى تغييراتٍ ديمغرافيةٍ.
وجاءَ في البيانِ: “تتابعُ الشبكةُ الآشوريةُ لحقوق الإنسان بقلقٍ شديدٍ التقاريرَ الواردةَ من محافظةِ الحسكة حول دخولِ مسلحينَ تابعين للإدارةِ الذاتيةِ إلى المدارسِ الخاصةِ التابعة للطوائفِ المسيحيةِ وقيامِهم بطردِ الطلابِ والإداريينَ منها، بالتزامنِ مع قرارِ فرضِ منهاجِ الإدارةِ الذاتيةِ وحظرِ تدريسِ المنهاجِ الحكوميِّ المعترفِ به”.
ودعتِ الشبكةُ إلى التراجعِ الفوريِّ عن هذا القرارِ والسماحِ للكنائسِ بالإشرافِ على مدارسِها الخاصةِ، ووقفِ تسييسِ التعليمِ وإبعاده عن الصراعاتِ السياسيةِ والعسكريةِ، وإطلاقِ حوارٍ مباشرٍ مع رؤساءِ الكنائس لإيجادِ حلولٍ عمليةٍ تضمنُ استمرارَ العمليةِ التعليميةِ.
وحذرتْ في الوقتِ نفسهِ من التداعياتِ الديمغرافيةِ الخطيرةِ لهذا القرارِ، إذ من المتوقع أن يدفعَ إغلاقُ المدارسِ الكنسيةِ الخاصةِ الكثيرَ من الأسرِ المسيحية – من أبناءِ المكونِ السريانيِّ الآشوريِّ والمكونِ الأرمنيِّ بشكلٍ خاصٍّ – إلى مغادرةِ منطقةِ الجزيرةِ والانتقالِ إلى مدنٍ أخرى بحثًا عن تعليمٍ معترفٍ به لأبنائهم.
كما طالبتْ أبرشيةُ الجزيرة التابعة لكنيسة الاتحادِ المسيحيِّ الإنجيلية، قائدَ القواتِ الكرديةِ قسد مظلومَ عبدي، بوقفِ فرضِ منهاجِ “الإدارةِ الذاتيةِ” على المدارسِ في الجزيرةِ السوريةِ.
وقالت الأبرشيةُ في بيانٍ إن القرارَ له تبعاتٌ على مستقبلِ عشراتِ الآلافِ من الطلابِ الذين ما زالوا خارجَ المدارسِ، مشيرةً إلى أن المناهجَ السوريةَ المعتمدةَ “ليست تابعةً لأي نظامٍ محددٍ، بل معترفٌ بها دولياً”.
كما انتقدَ البيانُ الاستيلاءَ على مبنى جامعةِ الفراتِ، معتبراً أن ذلك سيجبر آلافَ الطلابِ على الدراسةِ خارجَ المحافظةِ ويترتبُ عليه آثارٌ اقتصاديةٌ ومعنويةٌ.
وكانت “الإدارةُ الذاتيةُ” قد أغلقتْ عددًا من المدارسِ المسيحيةِ الخاصةِ في مدينتي الحسكة والقامشلي مؤخراً، بعد فرضِ تدريسِ مناهجِها وقطعِ العلاقةِ مع وزارةِ التربيةِ في دمشق، فيما تحدثت تقاريرُ عن طردِ الإداريينَ والمعلمين واحتجازِ بعض المدارسِ بالقوةِ.