وبعد كل هذه السنين على هذه الحوادث الجسام ورمزية هذه المضافة تقدم مديرية آثار النظام على هدمها دون أن تقيم وزناً لماضيها أو لحاضرها، بعد ان تنصلت من دورها وواجبها القانوني بحماية مضافة أبو الفضل في السويداء ذات الواجهة الأثرية الحجرية، فكان القول الفصل للجرافات الثقيلة التي هدمتها بوضح النهار .. !
أما قانون الآثار فقد أكله الحمار .. كما أوكل في قصر تحوف ببانياس وخان الدروبي بحمص .. وأثناء شق الطريق المحوري بقلب مدينة السويداء وتدمير آثارها القديمة ..!
ليس غريب على هذا النظام تدمير تاريخ وحضارة سوريا، هكذا يقول الكاتب الصحفي حافظ قرقوط ويتابع سابقاً كان سرايا الدفاع تهب آثار السويداء علناً وتابعة أجهزة أمن النظام ذات النهج ..!
هذا وقد صدر بيان توضيحي من المحامي أسامة الفضل كانت قد نقلته صفحة السويداء 24 ورد فيه: نعلمكم ان البناء الذي يشكل عدة مقاسم قد أصبح آيل للسقوط وبدأت معاملة الترخيص للهدم وإعادة البناء منذ اكثر من خمس سنوات وكانت دائرة الآثار هي التي استهلكت معظم السنوات وبإشراف مباشر ودقيق أدى إلى جعل كامل ارض العقار الذي يقع تحت مبنى المضافة وبقية المقاسم عبارة عن حفريات!!
حسب التوضيح جرى كل ذلك “بإشراف ممثلي الآثار واستقر رأي الدائرة على منح الترخيص لبناء عادي وبعد أن تم تسجيل إطار باب المضافة ونافذة أثرية سيتم الحفاظ عليها اما بتسليمها الى دائرة الآثار أو إعادتها لمكانها بعد البناء اذا امكن.
وبين أن الهدم أو الحفر عند اشادة الاساسات سيتم وفق الأصول العلمية وبحضور وإشراف دائرة الآثار مرة أخرى ولا يخطر ببالنا إتلاف اية آثار فهي ملك للدولة وللمجتمع وسوف نحافظ عليها وفق تعليمات دائرة الآثار ومجلس المدنية. أما باقي الأحجار والقناطر فهي ليست أثرية ولو كانت كذلك سنقدمها الى دائرة الآثار اذا لم يمكننا فنيا إعادتها كما كانت، وفق البيان.
إذن أية الكارثة ومصيبة ارتكبتها دائرة آثار السويداء عندما تركت الجرافات تهدم الواجهة.. ولم تشرع بتوثيق الواجهة الأثرية ورسمها .. والعمل على توثيقها … أو وضع أي دارسة علمية لفك وإعادة تركيب الواجهة الأثرية للمضافة .. لا بل تعمدت مخالفة قانون الآثار السورية كإعادتها لحساب الاستثمارات والأبنية الحديثة .
حيث يظهر جلياً في صور الهدم تهشم الحجارة الأثرية للواجهة القديمة ، وكيف تناثرت مع ركام الهدم، بمشهد مأساوي!
ويمكن وصف هذا العمل بأنه إجرامي راحت ضحيته الذاكرة والتاريخ وما تعنيه كلمة مضافة في نفوس الكثير من أبناء سوريا عامو وليس في جبل العرب وحده!