شرع فلاحو مناطق الجزيرة السورية بزراعة محصول القطن أو ما يعرف بالذهب الأبيض في المناطق التي توفر فيها مصادر مياه تسمح لهم بريها مع مستلزمات الانتاج من بذار وسماد وغيرها.
ويعتبرمحصول القطن من المحاصيل المهم التي سميت بـ “استراتيجية” والهامة اجتماعياً لكثرة عدد العاملين في زراعته وصناعته وتجارته، وتجر عمليات الزراع إما يدويا “طشاش” أو بطريق التقبيع (الجكاك) عبر ورشات العمال وأغلبها يكون من النساء كن يعملن سابقا بأجور تتراوح بين 100 – 200 ل.س وحاليا تتراوح بين 2000 -3000 ل.س ربما أكثر حسب المنطقة.
وحدد سعر شراء القمح من قبل حكومة دمشق لموسم 2021 بمبلغ 1500 ليرة سوري في المحالج ومراكز استلام مؤسسة الأقطان.
وتبدأ التجهيزات عادة خلال شهري آذار ونيسان من كل عام عبر تهيئة الأرض المخصصة لزراعة القطن وتتضمن عدة أعمال وهي حسب ما صنفها الاعلام الزراعي:
1ـ الفلاحات الربيعية:
ـ فلاحة أولى: خفيفة لكسر الفلاحة الخريفية والهدف منها إزالة الأعشاب التي نمت خلال فصل الشتاء. بحيث لا يزيد عمق هذه الفلاحة عن (15 – 20 سم) وتزاد قليلاً في العمق إذا كانت الأرض معشوشبة أو ثقيلة وتجرى عادة بواسطة الكلتيفاتور أو المحراث القرصي (ديسك بلاو).
ـ الفلاحة الثانية: قليلة العمق متعامدة على الفلاحة الأولى الهدف منها تنعيم الطبقة السطحية للتربة وإضافة وقلب كامل كمية السماد الفوسفوري والبوتاسي و20% من كمية السماد الآزوتي التي تضاف قبل الزراعة.
2ـ رش مبيدات الأعشاب:
يتم رش المبيدات العشبية الاختيارية (مركبات داي نترو انالين مثل التريفلان ، فلورين ، ديجرمين ،ترايفلورالين…) المتوفرة قبل موعد الزراعة مباشرة وبعد تجهيز الأرض في طريقة الزراعة الجافة (عفير) و بعد رية التربيص (الطربيس) في طريقة الزراعة المبتلة (الرطبة ) من أجل القضاء على الأعشاب وتتراوح نسبة الاستخدام من 200 – 250 سم3 للدونم الواحد وبتركيز 20 – 40 ليتر ماء /دونم.
مع الأخذ بعين الاعتبار عند رش مبيدات الأعشاب مايلي :
ـ يجب أن تكون التربة ناعمة وخالية من الكدر.
ـ يرش المبيد ويخلط بالتربة على عمق 10 – 15 سم مباشرة وعدم تركه على سطح الأرض أكثر من أربع ساعات كي لا يفقد مفعوله بالأكسدة الضوئية.
3ـ التسميد : تتم إضافة الأسمدة من أجل المحافظة على خصوبة التربة وتحقيق إنتاج وفير لأن القطن من المحاصيل المجهدة للتربة .
الأسمدة التي تضاف قبل الزراعة:
بعد تجهيز الأرض للزراعة يضاف كامل كمية السماد الفوسفوري و20% من كمية السماد الآزوتي.
في حال عدم تحليل التربة: تضاف الأسمدة الآزوتية بمعدل 415 كغ/هكتار من اليوريا (46%) و98 كغ/هكتار من السوبر فوسفات.
مع مراعاة مايلي:
أ ـ يضاف السماد الفوسفوري والبوتاسي كاملا قبل الزراعة ويطمر بالتربة إلى عمق انتشار الجذور.
ب ـ استمرار تحليل التربة لمعرفة محتواها من الفوسفور والآزوت على مستوى المناطق.
ج ـ إن إضافة السماد البلدي يحسن من قوام التربة ويزيد من قدرتها على الاحتفاظ بالماء وخاصة في الأراضي الرملية وكذلك يساعد على تحسين فيزيائية التربة الثقيلة الطينية ويفككها وهو مصدر جيد للآزوت إلا انه غير كاف . كما أنه لا يؤمن حاجة النبات من المواد الغذائية الأخرى . لذا ينصح أيضاً بإضافة الأسمدة الكيميائية بنسب محددة بحيث تكون هذه الأسمدة متوازنة.
د- إن زيادة التسميد الآزوتي في الأراضي الخصبة وخاصة حول أسرة الأنهر (أراضي دير الزور) تؤدي إلى:
– زيادة النمو الخضري على حساب النمو الثمري مما يساعد على ظهور ظاهرة الشمرخة وقلة الحمل وبالتالي تدني الإنتاج.
– زيادة النمو الخضري تؤدي إلى حجب الضوء عن الأجزاء السفلية للنبات مما يعيق عملية التمثيل الضوئي مما يؤدي إلى قلة الحمل.
– زيادة النمو الخضري تعيق عمليات المكافحة.
– زيادة الآزوت تؤدي إلى تأخر نضج الجوز وصغر حجمه وعدم تفتحه بالوقت المناسب بشكل كامل.
وفي الأراضي المتملحة في دير الزور يتبع مايلي:
1ـ تسوية التربة بشكل جيد.
2. الزراعة على خطوط والابتعاد عن زراعة بذور القطن في القسم العلوي حيث تتركز الأملاح وأفضل مكان للزراعة هو الثلث الأسفل من الخط.
3. تتم الزراعة بعد إعطاء رية تربيص كافية لغسل ما يوجد من أملاح متبقية ،وإعطاء ريات بعد الزراعة بشكل خفيف ومتقارب وتجنب الري الغزير، وإجراء الري أثناء الليل لتقليل التبخر ( الذي يؤدي بدوره إلى تراكم الأملاح).
4ـ إتباع دورة زراعية تشمل زراعة بعض المحاصيل البقولية أو الشعير بعد القطن.
وكميات الأسمدة للأراضي المتملحة تكون كمايلي :
45 كغ فوسفور / هـ 145 كغ آزوت/ هـ 5 – 8 مللي موز
40 كغ فوسفور / هـ 135 كغ آزوت / هـ 8 – 10 مللي موز
36 كغ فوسفور / هـ 120 كغ آزوت / هـ 10 – 12 مللي موز
وتضاف الأسمدة على الشكل التالي :
أ- الفوسفور قبل الزراعة ويقلب بحراثة بعمق10 – 12 سم .
ب- الآزوت يضاف على ثلاثة دفعات :
– الدفعة الأولى بعد 10 أيام من تكامل الإنبات20 % من المقرر.
– الدفعة الثانية بعد شهر من الدفعة الأولى 40 % من المقرر.
– الدفعة الثالثة بعد شهر من الدفعة الثانية 40 % من المقرر.
على أن يضاف السماد الآزوتي على شكل نترات الأمونيوم ولا يستعمل اليوريا في هذه المناطق.
موعد الزراعة:
وأهم العوامل المؤثرة على زيادة الإنتاج ، التبكير بالزراعة بين /1 -30 نيسان/ وضمن الظروف المناخية الملائمة في كل منطقة حيث أن التبكير بالزراعة يؤدي إلى:
– إعطاء الوقت الكافي للإزهار والنضج المتكامل.
– التخفيف من تأثير موجات الحرارة المرتفعة خلال شهر آب.
– الحد من الإصابة بالآفات الحشرية.
– القطاف بوقت مبكر وقبل هطول الأمطار الخريفية المبكرة.
– تعطي إنتاج أكثر وأقطاناً نظيفة ذات مواصفات تكنولوجية جيدة وبذلك يتحقق السعر المجزى
ـ كمية البذار:
أ- تحدد كمية البذار بمقدار 7 كغ/ دونم إضافة إلى 1 كغ/ دونم للترقيع و تعطى دفعة واحدة.
ب- تحدد كمية البذار المحلوق ميكانيكياً بـمقدار 5 كغ / دونم بالإضافة إلى 1 كغ / دونم للترقيع وتعطى دفعة واحدة بعد نقع البذور بالماء لمدة 18 – 24 ساعة في الزراعة الرطبة.
– تزرع البذور دون نقع ثم يروى الحقل رية خفيفة في الزراعة الجافة.
– يفضل فرك البذور بالرماد أو التراب بعد نقعها لمنع التصاق البذور مع بعضها.
– أنسب عمق لزراعة البذور في التربة 5 سم.
ـ طريقة الزراعة:
إن أفضل طريقة لزراعة القطن هي الزراعة على خطوط نظراً للميزات لهذه الطريقة والتي نلخصها كالتالي:
1- زيادة المردود بحدود 20 – 25% عن طريقة الزراعة (طشاش) نثراً في مساكب أو أحواض حسب نتائج التجارب المحلية.
2- توفير في كمية مياه الري المستخدمة في وحدة المساحة وقد دلت نتائج التجارب المحلية على أن الزراعة على خطوط توفر حوالي 30 – 40% من كمية المياه مقارنة بطريقة ري المساكب (الأحواض أو الألواح) وبالتالي فإن كمية المياه التي تروي 100 دونم بطريقة ري الأحواض تكفي لري 130 – 140 دونم بطريقة الخطوط.
3- توفر من أجور الأيدي العاملة في الري بحدود 25% بينما الزراعة آلياً على خطوط طويلة /100 – 150 متر/ في الأراضي المستوية توفر بحدود 50% من أجور الري على ضوء نتائج التجارب المحلية.
4- توفر كمية البذار بحدود 40% يستعمل 4 – 6 كغ/ دونم.
5- تسهيل إجراء عمليات الخدمات الزراعية وخاصة التعشيب وتوفر بحدود 25 – 30% من تكاليفها الإجمالية.
6- تزيد نسبة الإنبات وانتظامه وتجانسه وذلك لأن البذور تكون مرتفعة على جانب الخط فلا تغمرها المياه بل تصل إليها بالخاصة الشعرية وبذلك لا يتصلب غطاء التربة ولا يتشقق سطحها بسبب الرياح.
7- تؤدي إلى انتظام الري بينما تكون سقاية الأحواض غير منتظمة لوجود أجزاء عالية داخلها لا تنال نصيبها الكافي من الماء وأخرى منخفضة تغمر بالماء أكثر من اللازم إضافة إلى أن بادارات القطن في الأحواض تلامس الماء عند السقاية مما يؤثر على نموها.
8- تسمح بعدم غمر الحقول بالماء الزائد وتؤدي إلى انتظام المسافة بين الخطوط والنباتات على نفس الخط وتسمح بتهوية جيدة مما يؤدي إلى خفض درجة حرارة النباتات عند حدوث الموجات الحرارية العالية وبالتالي يحد من تأثير ظاهرة الشمرخة الناتجة عن أثر الحرارة العالية أو الكثافة النباتية الزائدة أو الرطوبة الزائدة الناتجة عن الري بالغمر.
9- وقاية البادرات الصغيرة من البرد والرياح الشديدة.
10- تتعرض مساحة أكبر من سطح التربة للمؤثرات الجوية وخاصة أشعة الشمس وذلك لأن سطح الحقل المعرض للمؤثرات الجوية في حالة الزراعة على خطوط يزيد بنحو 60% عن نفس المساحة المزروعة نثراً.
11- الحد من الإصابات الحشرية وتسهيل المرور في الحقل لإجراء عمليات المكافحة.
12- التبكير في النضج نسبياً وتحسين مواصفات الأقطان مقارنة بطريقة الزراعة نثراً في أحواض وبالتالي حصول المزارع على السعر الأفضل لإنتاجه.
وتتم الزراعة على خطوط على الشكل التالي:
1- بالبذارة الآلية الخاصة بالزراعة على ظهر الخط سرسبة أو تقبيع , وهذه الآلة تقيم الخط ثم تزرع على ظهره.
2- إقامة الخطوط بواسطة الفجاجات أو الخطاطات أو الكلتيفاتور بعد تركيب الأجنحة على سلاحه ثم تجرى الزراعة تقبيعاً في جور يدوياً على هذه الخطوط بحيث تكون المسافة بين الخطوط(60–65) سم و(20) سم بين النباتات على نفس الخط.
أما في حال استخدام جرار فرات تكون المسافة بين الخطوط (75) سم و (15) سم بين النباتات على نفس الخط لتسهيل العزيق الآلي والقطاف الآلي.
3- الزراعة ببذارة القطن العادية التي تزرع البذور على سطور وعند إجراء عملية العزيق آلياً أو يدوياً ترفع الخطوط بعملية تحضين النباتات فتصبح على ظهر الخطوط ( على أن لا يقل ارتفاع النبات عن 20 سم ).
4- تسكيب الأرض وفتح أقنية الري: حيث تقطع الأرض المزروعة على خطوط إلى مساكب لا تزيد مساحة الواحدة منها على (50) م2 حسب تسوية الأرض وميولها. وفي حال الري على خطوط طويلة يراعى أن لا يزيد طول الخط الواحد عن(150) م ويراعى في ذلك أن تكون الأرض مستوية أو ذات ميل خفيف.
ـ الترقيع:
– تتم هذه العملية بهدف المحافظة على الكثافة النباتية في وحدة المساحة ومنعاً لتدني الإنتاج يجب إجراء عملية الترقيع خلال مدة لا تتجاوز (15) يوم من تاريخ الزراعة ، باستعمال بذور من نفس الصنف المزروع حتى لايكون هناك تفاوت في أعمار النباتات وتفادياً لعملية الخلط:
– استعمال البذار المنقوع عند الترقيع.
– يتم الترقيع على الثرى (رطوبة التربة).
المصدر: دجلة + مديرية الإرشاد الزراعي في وزارة الزراعة