تكدس الناس بالاحتفالات السياسية والتجمعات غير المبررة وسط تفشي فيروس كورونا يعطينا صورة كاملة عن حرص المسؤولين في سوريا على حياة المواطن، فهم الذين قتلوه بأنواع الأسلحة كافة دون أن يرف لهم جفن لذا لن يكترثوا لمن يموتوا بهذا المرض أو ذاك.

ترى المشاركين وهم يتجمعون من أجل “عرس وطني” مؤيد لبشار الأسد في انتخابات أو مظاهرة أو مسيرة نظمتها الإدارة الذاتية للتنديد بهجوم تركي على مواقع حزب كردي في شمال العراق أو خلال طوابير استلام المحروقات والمساعدات أو حتى أمام منظمة تركية برأس العين، إذن فاعلم أن البيانات اليومية لأرقام الإصابات و الوفيات والمتعافين هي جزء من مسرحية يخرجها هؤلاء فقط للمكاسب والظهور بمظهر المسؤول الجاد بعمله.


فعندما يجتمع محافظ الحسكة مع الفريق الإعلامي دون ارتداء كمامة للتحضير لتغطية “المعركة الانتخابية” المحسومة النتائج لبشار الأسد، وسط تجاهل لخطر التجمعات مع تفشي فيروس كرونا المستجد (كوفيد 19) في الجزيرة عموما في مختلف مناطق السيطرة والنفوذ.

وكأن المحافظ والرئيس الذين يظهرون وسط الجموع دون كمامات من الأشخاص الذين يسخرون من الذين يرتدون الكمامات لأنه من “أكبر من ذلك” أو “أقوى من المرض” !

 وتأكيد على نجاح الأسد في “مهزلة الانتخابات” هذه ليست فطنة أو سعة اطلاع مني في اتجاهات الناس واستطلاعات الرأي، بل هي إجابة جازمة لأي سوري سواء من المؤيدين أو المعارضين وحتى الثائرين! وإلا كيف تنشر صورة لمركز انتخابي يوم الانتخابات يحوي صورة دعائية لبشار الأسد والبعث؟؟؟!


أيها السادة المواطنون ! رغم أن فيروس الجهل وتأييد الدكتاتوريات طوعا وكرها أشد فتكا من “كورونا”..لكننا نشهد تطوراً ملحوظاً في تفشي فيروس كورنا, و قد ينكر البعض هذا التفشي, أو يحاول إخفاء إصابته، لكن هل يمكن تغطية الشمس بغربال ؟.. بالتأكيد لا!

فهل يستطيع المسؤول إقناع الناس بالالتزام بإجراءات الوقاية من انتشار كورونا وهو لا يرتدي الكمامة في صلاة العيد ولا في الاجتماعات الرسمية وهو يوجه دعوات لتجمعات واحتفالات لا طائل منها سوى إشغال الناس بالطبل والزمر والرقص على أنغام أغاني وقصائد المتزلفين لمسؤولين والحكام، والمفترض أنهم يفرضون المخالفات لضمان احترام هذه الإجراءات لا لجباية الأموال فقط.

ونهاية القول: فإن ملاحقة من لا يضعون الكمامات  وحملات التوعية الكاذبة، ليست سوى إحدى تمثيليات هذا النظام ومفرزاته تشبه “العرض المسرحي الهزلي للانتخابات” هدفها تعويد الناس على الأرقام الكبيرة للإصابات تدريجيا مع الظهور بمظهر الضحية أمام الدول الأخرى والحصول على مساعدات إنسانية وصلت إلى حد تمويل تمديدات الصرف الصحي في دير الزور والمدن التي دمرتها قنابل قواتها على مدى سنوات.

رأي دجلة نت