أدانت المحاكمة الثورية الفرنسية التي أقام بها المؤتمر الوطني، الملك لويس السادس عشر بالخيانة والتآمر مع قوى أجنبية، وحكم عليه بالإعدام، ونفذ الحكم بعدها بيوم واحد، في 21 يناير من عام 1793، حيث أعدم بالمقصلة في ساحة الثورة بـ باريس.
ولد لويس السادس عشر في 23 أغسطس من عام 1754، في قصر فرساي، كان خجولا في صغره، إلا أنه تمته بصحة وقوة، وتلقى تعليمه علي يد العديد من النبلاء الفرنسيين، حيث درسوا له الدين والفلسفة والأخلاق والعلوم الإنسانية، وبرع في الفلك والجغرافيا والتاريخ، واجاد اللاتينية، والإيطالية، والإنجليزية.
لم يهتم والده به كثير، ولم يكن في الحسبان أن يصبح الوريث، وكان الاهتمام منصبا على أخيه الأكبر لويس دوك دي بورجوني، الذي توفي في سن التاسعة في 1761، وفي 20 ديسمبر 1765 توفي والده بالسل، وماتت والدته هي الأخرى بالسل في 13 مارس 1767.
وصل لويس السادس عشر إلى حكم فرنسا في عام 1774، بعد وفاة جده، لويس الخامس عشر، وكان وقتها في عمر الـ20 عاما، وكان فاشلا في التعامل مع عديد من المسائل المهمة وعلى رأسها المشاكل المادية، حيث واجه خلال فترة حكمه ديونا ضخمة، ومتزايدة، واستياء شعبي متنامي من الحكم الملكي الاستبدادي، واتسمت معظم فترة حكمه بالمشاكل والاضطرابات، التي أسهمت في انفجار الفرنسيين عام 1789.
الخبز والثورة.. علاقة أزلية لا تنتهي
كان الخبز في تلك العصور في أوروبا هو الغذاء الرئيسي للشعب، وفي أواخر أبريل من عام 1775، بعد حوالي عام من وصول لويس للعرش، اندلعت الكثير من أعمال الشغب في فرنسا، بسبب نص الدواء والخبز، وارتفاع الأسعار، وزادت أعمال النهب للحبوب، وأحدثت حربا واشتباكات بين الناس، سميت حرب الدقيق.
وفي ثمانينات القرن الثامن عشر، ازداد الأمر سوء، بسبب ارتفاع معدل السكان، حتى بلغ سكان فرنسا عام 1789 حوالي 6 ملايين مواطن، في مقابل ثبات نسبة الإنتاج العام للحبوب، في وقت يمثل فيه الخبز 80% من احتياجات الأسر الغذائية.
تم استغلال نقص الخبز من قبل القادة الثوريين، وذلك لإشعال فتيل ثورة تنهي النظام الملكي الحاكم، وكانت إجراءات الحكومة والملك في المقابل إجراءات شكلية، لا تتعدى التعاطف الظاهري، من خلال تناول لويس السادس عشر خبز العامة، المكون من القمح والجاودار، بدلا من الخبز المخصص لنخبة الفرنسيين، المصنوع من الدقيق المنخول النقي، لينتهي الحال باقتحام الباستيل، وهروب الملك.