بحاجة للماء والطعام”، هذا ما نقله أول عامل إغاثة دولي دخل إلى سجن غويران شمالي شرق سوريا، بعدما استعادت القوات الكردية سلطتها عليه، عن الأطفال المحتجزين، والذي يصل عددهم إلى حوالى 700 فتى تتراوح أعمارهم بين 10 و18 عاما، من أبناء داعش، بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز“.
وقال بو فيكتور نيلوند، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في سوريا، والذي زار السجن السبت: “لقد تمكنوا من قول بضع كلمات: إنهم جائعون، بحاجة إلى الماء والرعاية الطبية”.
وأفاد بأن سلطات السجن سمحت له برؤية الأطفال من خلال النوافذ الصغيرة ذات القضبان في أبواب الزنازين الفولاذية ولكن دون التحدث معهم.
وفي نهاية يناير الماضي، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) عن استعادتها السيطرة على سجن الصناعة (غويران) في مدينة الحسكة (شمالي شرق البلاد) بالكامل واستسلام جميع عناصر “داعش” المتواجدين فيه، بعدما تمكنوا من اقتحامه والتمركز داخله لستة أيام.
وتنامت المخاوف على سلامة الأطفال بعد أن قالت قوات سوريا الديمقراطية، والمسؤولة عن هذه المنطقة في سوريا، إن مسلحي داعش استخدموا بعض الأطفال كدروع بشرية خلال الهجوم.
وأظهرت صورة قدمتها اليونيسف للصحيفة، الأطفال وهم يجلسون حفاة القدمين على أرضية متسخة ومكسورة ومراتب رقيقة. وأضاء ضوء الشمس من خلال النوافذ العالية ما يشبه الجدران المظلمة. ولف بعض الصبية بطانيات حول أكتافهم.
بدوره، قال نيلوند: “رأينا مئات الأولاد، نحيفة للغاية وبحاجة إلى الكثير من الخدمات، بما في ذلك الدعم الطبي”.
وقدر نيلوند أن أصغر سجين رآه كان في الخامسة عشرة من عمره، مشيرا إلى أن رائحة الدخان الناتجة عن الاشتباكات التي وقعت مع داعش لا تزال منتشرة، كما أن الجدران محترقة بالكامل.
وهؤلاء الأولاد من بين عشرات الآلاف من الأطفال المحتجزين في السجون ومعسكرات الاعتقال في شمال شرق سوريا، لأن ذويهم ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
وتقول قوات سوريا الديمقراطية، التي تدير السجن، إن علاقات الأطفال بالدولة الإسلامية تجعلهم خطرين.
كما انتقدت الحكومات الأجنبية لرفضها إعادة مواطنيها المحتجزين في المعسكرات والسجون، بمن فيهم الأطفال. لكن عمال الإغاثة والمدافعين عن حقوق الإنسان يقولون إن احتجاز الأطفال يمكن أن يغذي التطرف الذي تقول السلطات التي تحتجزهم إنها تريد منعه.