قرقيسيا (Circesium ؛ سريانية: ܩܪܩܣܝܢ qerqesīn) وهي اليوم أطلال قرب مدينة صغيرة تعرف حاليا بالبصيرة، وهي مدينة صغيرة عند مصب نهر الخابور في نهر الفرات بمحافظة دير الزور.

بلغ تعداد سكان الناحية 40,236 نسمة حسب التعداد السكاني لعام 2004، ويعمل أغلب سكانها بالزراعة إلى جانب تربية المواشي والتجارة.

ويتبع لها بلدات وقرى “برشم، بريهة، البصيرة، ضمان، الحجنة، حطين، الحلوة، الكسار، ماشخ، الصبحة، الشحيل، السكر، طيب الفال، التوامية، الرز”

أصل الاسم

اسمها القديم اللاتيني كركيسيوم وتعني المعقل أو الحصن الدائري وإبان الفتح الإسلامي أصبح اسمها قرقيسيا. وفي معجم البلدان للحموي، 4/328: (وقيل سميت بقرقيسيا بن طهمورث الملك . قال حمزة الاصبهاني: قرقيسيا معرب كركيسيا وهو مأخوذ من كركيس وهو اسم لإرسال الخيل المسمى بالعربية الحلبة . وكثيراً ما يجئ في الشعر مقصوراً ).


كركيسيوم (قرقيسيا)

وهي مدينة أثرية هامة في وادي الفرات، اسمها القديم اللاتيني كركيسيوم وتعني المعقل أو الحصن الدائري وحولت إلى قرقيسيا في العصور العربية الإسلامية. تقع على الضفة اليمنى لنهر الخابور عند التقائه بنهر الفرات، وتقوم البلدة الحالية فوق تل أثري يعلو 12 م عن السهل الفيضي المجاور، وهي تبعد 40 كم جنوب شرق مدينة دير الزور. وقد هدم قسم كبير من التل الأثري الذي تقوم فوقه. والمرجح أن الموقع يعود في الأصل إلى الحقبة البابلية وكان يتبع مقاطعة سيرقو الآشورية في القرن التاسع قبل الميلاد. وقعت تحت الحكم الفارسي في زمن الملك دارا الأول الذي احتل منطقة الخابور بكاملها، ثم تبعت دولة السلوقيين، وبعدها خضعت لسيطرة الرومان بعد استيلائهم على سورية. وفي العام الثالث عشر للهجرة مرَّ بها القائد خالد بن الوليد عندما كان قادماً من العراق. وقد فتحت قرقيسيا في عصر الخليفة عمر بن الخطاب.

فتح قرقيسيا

1 رمضان 17هـ / 18 أغسطس 638م تقع مدينة قرقيسيا على أطراف الجزيرة الفراتية، وهي الآن على الحدود بين العراق وسوريا من ناحية الشمال وعلى مقربة من نهر الفرات، وكان أهل الجزيرة قد تعاونوا مع الروم في قتالهم ضد المسلمين خلال حركة الفتح الإسلامي لبلاد الشام والعراق أيضًا، وقد أغارت جموع أهل الجزيرة على المدن التي فتحها المسلمون، بغية استردادها وطرد المسلمين منها.

فكلف الخليفة عمر بن الخطاب قائده على العراق «سعد بن أبي وقاص» بأن يوجه حملة لتأديب أهل الجزيرة الذين تمركزوا في مدينة هيت ومدينة قرقيسيا، فأرسل سعد حملة عسكرية بقيادة عمر بن مالك إلى مدينة هيت، فوجدها عمر محصنة بقوة وأهلها مخندقين على أنفسهم، فقام بخدعة حربية ذكية، إذ ترك معسكره منصوبًا كما هو، وأخذ نصف الحملة واتجه إلى مدينة قرقيسيا وفتحها على غرة من أهلها، الذين ظنوا أن المسلمين منشغلون بحصار هيت، وذلك في 1 رمضان سنة 17 هـ، فعد ذلك الفتح من الخطط والحيل العسكرية الباهرة.

الحرب الأموية-العباسية


وقد وردت روايات عن معركة عظيمة تقع فيها ، وبعضها لم تحدد وقتها ، وبعضها حددتها بأنها بين بني العباس وبني أمية ، وبعضها ربطتها بالسفياني الذي يكون في زمن الإمام المهدي ( طبعا عند الشيعة )، وبعضها ذكرت أن سببها كنز يظهر في مجرى الفرات ويقع الخلاف عليه بين السفياني والأتراك.

الآثار

وصف معالمها الأثرية قبل تهدمها العالم الأثري الألماني إرنست هرتسفلد وذكر أن فيها قلعة عسكرية مربعة الشكل مشيدة بالآجر لها أربعة أبراج مربعة في زواياها وتعود إلى عصر الإمبراطور ديوقلسيان.

عربان نت + المعرفة