أطفال العيد لفظ يطلقه الأهالي على الأولاد الذين يطوفون أرجاء الاحياء والقرى في الجزيرة السورية يوم العيد، فهم يستعدون ليلاً للانطلاق مع خيوط الشمس الأولى إلى الشوارع وأزقة المدن ودروب القرى يرتدون ما اشتروه من ملابس خصصوها للعيد فيسمونها بـ “كنزة العيد” أو “بنطلون العيد”…الخ.
ينسلون من منازلهم ليباغتوا الجيران وجميع أهل الحي أو القرية حتى آخر منزل مطالبين بحقهم في الحلوى ربما تكون قطعة “الكليجة” ضمن ما يحصلون عليه أيضا.
هذا الفصل من فصول يوم العيد يسبقه مرافقة الأطفال لأمهاتهم إلى زيارة المقابر، التي تتزامن مع أداء الرجال صلاة العيد في المساجد وربما تسبقها وتنتهي الزيارة بعيد انتهاء الصلاة بقليل، يجمع خلالها الأطفال كميات كبيرة من حبات الحلوى والفواكه والبسكوت، الذي يفرقه الناس هناك عن أرواح موتاهم.
ويحرص الأهالي على خروج أولادهم بلباس جديد إلى العيد المتمثل بالطواف على بيوت الجيران وزيارة الأقارب ولا سيما الأخوال، وذلك سيرا على مبدا أن “العيد هو للأطفال” كما يقال في هذه المنطقة.
يسير أطفال العيد بمجموعات يمسك بعضهم أيادي بعض أو يسيرون إلى جوار بعضهم بعضاً ومع وصولهم باب المنزل المقصود ما عليهم سوى القول: “عيدكم مبارك” أو “كل عام وأنتم بخير” والجملة الأخيرة بدأت تحل محل الجملة الأولى خلال السنوات الماضية، فيكون هناك شخص – فتاة عادة- مستعد في البيت لتوزيع السكاكر عليهم بعد رد التحية والتبريكات بقوله “أبرك الأعياد علينا وعليكم” أو “وأنتم بخير”.
وبعد الحصول على مبتغاهم يندفع الأطفال من هذا المنزل إلى المنزل المجاور كأمواج من سنابل الشعير ناتجة عن رياح ربيعية في شهر نيسان، تزرع التفاؤل والفرح في نفوس الناظرين، خلال تنافسهم في جمع أكبر كمية ممكنة من قطع الحلوى باكياس أعدوها لهذا الغرض.
ويردد الأهالي خلال استقبالهم لأمواج الأطفال المقبلين بفرح وبراءة، عبارات ترحيب منها “هلا بويلاد العيد”!!
امّا اليوم، فمعظم الأطفال مشغولون بالألعاب والملاهي عن الأجواء القديمة التي مازالت حاضرة في حارات القرى بالأرياف.
دجلة نت – محمد الحسون