خلال السنوات الأربع الماضية تجول “أبو حبيب” بين القرى و الأسواق تحت حرارة الشمس الحارقة، ليبيع “الآيس كريم” للأطفال وكل من ينشد البرودة في هذا القيظ ليثلج قلبه.
يخرج” أبو حبيب” من منزله في الشدادي صباحا على دراجته ليبيع “الدوندرمة/البوظة/ الآيس كريم” بالقرى القريبة ثم يعود للغداء مع اشتداد الحرارة ظهرا، قبل مواصلة مشواره عصرا إلى بلدة مركدة” في طرق شبه صحراوية”.
ويعيش الشاب الذي يبلغ عمره 36 عاما على بعد 60 كيلومترا إلى الجنوب من الحسكة إحدى المدن الأكثر معاناة من الحرارة (سجلت 48 درجة) وشح المياه في البلاد.
ويقول “أبو حبيب” لـ “دجلة” إن المبيعات تزداد مع زيادة معاناته تحت أشعة الشمس الحارقة لبيع أقماع الكريم المثلجة لسائقي السيارات وللأطفال، الذين يتهافتون عليه من كل جانب عندما يرفع صوته:” بارد…. بارد…بارد”.
يرى “أبو حبيب”، وهو معلم سابق، أن الحاجة تجبره على الاستمرار بهذا العمل الشاق لأنه متزوج ولديه خمسة أولاد يحتاجون إلى “لقمة الحلال” في وقت ارتفعت الأسعار فيه بشكل جنوني.
يتحلق حوله الأطفال بدرجة رئيسية عندما يصل “أبو حبيب” سوق بيع الخضار وسط سوق شعبي، حيث بات معروفا للبائعين ولمن يرتاد السوق من الناس لشراء احتياجاتهم المنزلية من خضار ومواد غذائية وغيرها.
كأي بائع تعتبر الابتسامة الدائمة أولى وسائل كسب محبة زبائنه ومعظمهم من الأطفال، واغلبهم ينتظرون مروره داخل القرى أو في السوق، فيهرعون بالعشرات لشراء “قرن البوظة” بسعر 200 ليرة سورية أو علبة بلاستيكية بسعر 500 ل.س ، بينما يعمل هو على تخييرهم بين الألوان والنكهات.
يحصل أن يواجه “أبو حبيب” مواقف صعبة من قبيل اقتراب الأطفال من عربته، ويطلبون من آبائهم بإلحاح شراء “الآيس كريم”، لكنهم يبتعدون بهم، هذا لأنهم لا يملكون مالا يدفعونه نتيجة قلة فرص العمل.
يشير البائع إلى أن الأطفال لم يعد بمقدورهم الشراء بهذا السعر بسبب الظروف وزيادة نسبة الفقر لفقدان بعض أرباب العائلات أعمالهم لذا الكثير من الصغار يريدن “آيس كريم” مجاناً، وكثيرا ما يمنح الطفل علبة بوظة باردة دون مقابل عندما يبدأ في البكاء.