يسود تخوّف بين الأهالي مع تواتر تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردغان حول إمكانية اطلاق عملية عسكرية لإبعاد القوات الكردية عن حدود بلاده الجنوبية في مدن وبلدات الجزيرة السورية شرقي نهر الفرات، على غرار معركتي “نبع السلام” و “غصن الزيتون”.
و زادت المخاوف بعد رفع أقسام من الجدار الحدودي قبالة مدينة الدرباسية وهروب قيادي كردي – تركي عبر الحدود، إلى تصاعد قصف الطائرات المسيرة التركية لمواقع الأكراد في المالكية والدرباسية، لأول مرة منذ انتهاء عملية نبع السلام في منطقتي “رأس العين وتل أبيض” مع استثناء نشاطها خلال عمليات تسلل القوات الكردية وما يتبعها من قصف متبادل بين الطرفين.
في المقابل، القوات الكردية تحصن مواقعها في القحطانية ومناطق شرق القامشلي وغربها عبر حفر الانفاق، لأن مقاومة اجتياح عسكري للمناطق السهيلة يبدو صعبا في حال بدأت المعركة، باستثناء المناطق الوعرة في المالكية التي تحيط بها الحدود التركية من الشرق والشمال، وهذا يجعلها محاصرة بشكل تلقائي مع انطلاق أي معركة بين الأكراد والأتراك.
ويدور الحديث بين الناس حول خلاف روسي مع القوات الكردية عقب اجتماع فاشل في مدينة القامشلي حول تنفيذ بنود الاتفاق مع أنقرة حول افراغ منطقة بعمق 10 كلم على طول الحدود مع تركيا، لكن المقاتلين الأكراد استبدلوا الملابس العسكرية “بأخرى مدنية في محاولة لخداع الأتراك والروس، لكنها لم تفلح على ما يبدو من تصريحات الرئيس التركي، الذي قال: ” إذا لم يتم الوفاء بوعود إخراج الإرهابيين من الخطوط التي حددناها في سوريا، فلدينا الحق في إخراجهم متى أردنا”.
خسارة القوات الكردية ” مدن “رأس العين وتل أبيض” قصمت ظهر “الإدارة الكردية” التي أسست في العام 2014، ما ينذر بتلاشي حُلُم إقامة دولة “روج آفا”، لكنّ هذا المشرع” مازال موجودا في أرياف الرقة والحسكة وحتى دير الزور بفضل دعم قوات التحالف الدولي.
وتسعى القوات الكردية الاستفادة من وجود القوات الأجنبية المتعددة الجنسيات وحرصها على عدم ترك المناطق الغنية بالنفط بالحسكة ودير الزور، خاصة أن المعركة المرتقبة إن حصلت ستجعل لتركيا نصيبا من نفط حقول رميلان وبعضها ملاصق للحدود تماما.