دجلة نت

عندما يقتل قصف صاروخي روسي أربعة مدنيين ويجرح العشرات وفي المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيشين التركي و”الوطني السوري” في منطقة “درع الفرات” شرق حلب، وهي نواة “المنطقة الآمنة” فما الفائدة من هذه المناطق؟!

ومع البحث عن إجابة لهذا السؤال يجب معرفة أن القصف لمنطقة درع الفرات ليس الأول من نوعه بل سبق وأن استهدفت روسيا وقوات النظام السوري المنطقة مرارا, عن إحداها قالت وكالة الأناضول التركية إن صاروخين باليستيين استهدفا مساء الجمعة (23.10.2020)، سوق المحروقات في قرية “الكوسا” جنوبي جرابلس، ما أوقع عشر إصابات.

هذه الهجمات علاوة على مفخخات ترسلها “قسد” ومخابرات نظام الأسد إلى هذه المنطقة راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى من المدنيين الذين من المفترض أنهم تحت حماية القوات التركية أو ضمن “منطقة آمنة” متفق عليها بين دول “ضمانة آستانا”.

والمعروف أن تركيا تدخلت عسكريا بشكل مباشر صيف 2016 لدعم فصائل عسكرية سورية لطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من جرابلس والباب ضمن عملية أطلقت عليها اسم “درع الفرات”، وبدأت بتأمين المنطقة والبدء بتنفيذ مشاريع الخدمات وتأسيس أجهزة شرطة وأمن إضافة إلى تأسيس فصائل مدربة أطلق عليها فيما بعد “الجيش الوطني السوري”.

ورغم مرور نحو خمس سنوات على تحرير هذه المناطق واستقبال آلاف المهجرين فيها مازال الوضع الأمني يعتبر الأسوأ على مستوى سوريا بسبب الفساد والمحسوبيات التي تحدث أثناء اختبار ( القادة ) المسؤولين في الفصائل المقاتلة أو الأجهزة الأمنية .

و هذه الفصائل تتعامل بفوقية مع السكان ولا تقدم خدمة للمواطنين إضافة إلى ذلك جميع المفخخات التي تدخل من مناطق “قسد” يلعب عناصر بعض الفصائل دورا محوريا بإدخالها سواء بعد الحصول على مبالغ مالية كبيرة أو عبر التقصير وقلة الخبرة ما يجعل المدنيين في الأسواق والتجمعات السكانية ضحايا لهذه الأفعال، التي يغض الجانب التركي الطرف عنها ربما لأنها تحتاجهم لمقارعة الوحدات الكردية على طول الحدود معها.

يبرر الأتراك عدم محاسبة القادة المسؤولين عن الفلتان الأمني بأن لديهم أولويات وأنه سوف يأتي يوم ويحاسبون، في حين لا تغفر حتى زلة لسان لناشط أو سياسي ينتقد الأوضاع في منطقة “درع الفرات” وأخواتها “غصن الزيتون” و”نبع السلام” فيجري اعتقاله ومحاكمته باعتباره يبث ” بروباغندا سوداء”.

أما عن قصف الروس وقوات النظام على “درع الفرات” فيقابل بالصمت تارة وبتحريك الفصائل على جبهات القتال تارة أخرى لامتصاص الغضب الشعبي.

فهل سيبقى الحليف التركي يتهرب من مسؤوليته بحماية حلفائه من الفصائل العسكرية على الأقل؟

هذا إذا اعتبرنا تركيا حليفا للقوات السورية التي تخوض الصراع ضد قوات حكومة دمشق منذ عشر سنوات وليس قوة احتلال وفي الحالين واجبها حماية جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها ومساعدة السوريين في الوصول إلى أهداف الثورة أو أضعف الإيمان عدم استخدام هذه المناطق كأوراق ضغط بملفات لا علاقة لها بسوريا.

ولا بد من الإشارة إلى أن هذه الصهاريج تأتي من حقول الجزيرة عبر الطريق الدولي وترافقها على حدود “نبع السلام” قوات روسية ويغضبها استمرار دخول هذه الشحنات النفطية إلى مناطق خارج سيطرة قوات النظام مقابل حجز “قسد” 90 صهريجا مخصصا لنقل النفط إلى حمص والساحل بساحة الحسكة منذ 40 يوميا.

إذن يمكن القول إن موسكو ترد على الأمريكان ضمن مناطق نفوذ تركيا بصواريخ بالستية كانت سببا بالخلاف مع واشنطن حول مدى الالتزام بمعاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى لعام 1988 م لأن استهداف الصهاريج ضمن مناطق “قسد” يحرمها من لعب أي دور شرق الفرات.