دجلة نت- محمد الشيخ علي
الحصاد هو كلمة تطلق على جمع أو جني المحاصيل الزراعية وخاصة الحبوب كالقمح والشعير، التي تشغل معظم المساحات الصالحة للزراعة في أرجاء الجزيرة السورية وضفاف الفرات وروافده إلى حدود نهر دجلة وروافده في أقصى شرقي البلاد.
وللحصاد تاريخ مفعم بالذكريات الجميلة للفلاحين يرسمها التعاون والتعاضد بين الفلاحين لحين انتهاء الموسم وترى الناس حريصين على مساعدة جيرانهم وجني محاصيلهم وكأن المحصول لهم وليس لجيرانهم كما كان يتخلل موسم الحصاد الاغاني الشعبية بين الحواصيد وهم الأشخاص الذين يقومون بعملية الحصاد بالمنجل لأسابيع طويلة.
استخدم أهالي الجزيرة في العقود الماضية آلات بسيطة للحصاد أهمها :
الجرجر أو الحيلان، وتختلف تسميته بين منطقة وأخرى من الجزيرة وهو ألة تجرها الدواب كالحمير والخيول أو الثيران حيث يكداس نبات القمح بسنابله بعد حصاده بالمنجل ويجمع في كومة كبيرة يطلق عليها اسم البيدرأو الحابون وبعد الانتهاء من درسه بالجرجر تجمع حبات القمح وتعرض لتيار الهواء لفصلها عن التبن المتكون من تحطيم أقراص الجرجر لسيقان النبات لتوضع في أكياس الخيش (شوالات) أو عدول أو حتى في أكياس الحصير إن خصصت لاستهلاك العائلة “مونة”.
ويتألف الجرجر من الصفائح التي تصنع غالباً من خشب “التوت” طول الصفيحة حوالي (٢٢٠) سم، وعضائد خشبية تربط بين الصفائح وتسمى “عرضانية” خلفية وأمامية، إضافة إلى العضائد الخشبية التي تشكل ما يسمى “الكرسي” الذي يجلس عليه الفلاح، ثم الحلقة التي يربط بها الحيوان الذي يجر “الجرجر”، والبكرات وهما بكرتان يرتكز على كل منها “طباين” أي “أقراص” وهي عبارة عن أقراص حديد مسننة، في البكرة الأولى “طباين” وفي الثانية أو تصطف بشكل أساسي متداخلة فيما بينها، أي الأقراص المحور الأول مع أقراص المحور الثاني.
اختفاء الجرجر في الستينيات
طبعا اليوم الناس تجني محاصيلها بالحصادة الدراسة الحديثة بشكل مريح تخرج الحبوب صافية ومعبأة بأكياس جاهزة وأيضا التبن وأحيانا تحصد لتفرغ بشاحنات التسويق مباشرة دون أكياس على شكل (دكمة) واندثر الحيلان ومعه قصص التعاون بين الفلاحين أو ما يعرف بـ “الفزعات.
وأبرز مصطلحات الحصاد وما يتعلق به في العقود الماضية :
حصيدة؛ والفراز وهي الأرض بعد حصادها، إمان: عدد الخطوط التي يحصدها الحاصود، شمال: باقة صغيرة من القمح بسنابله، غمر أو حابون : وهو كومة صغيرة اصغر من البيدر من القمح المحصود ، منجل اداة حادة على شكل قوس يستخدمها الحاصود للحصاد، الراجود : الشخص الذي يجمع الشمالات ويضيفها للبيدر، المذراة: وهي أداة تشبه شوكة الطعام لكنها تتكون من عود خشبي بطول متر ونصف تقريبا ونصل من الحديد عبارة عن أربعة أسنان حادة لجمع القش سواء وتنظيم البيادر أو الأكوام الصغيرة وتحميلها على عربات تجرها الحمير لنقلها من الحقول إلى مكان البيادر قرب القرى ثم استخدمت المقطورات التي تجرها الجرارات بعد تزويدها بأعمدة تسمح لها جمع أكبر قدر ممكن من القش خلف الحصادة في “الفراز” (الأرض المحصودة) قبل تطور عملية الحصاد مؤخرا لتنتهي ظاهرة البيادر بعد ظهور الحصادة الدراسة لتجري عملية قطع النباتات بسكينها ثم تلتهمها لتجري عملية الدراسة وفصل الحبوب عن القش في الغرابيل ثم تعبئة المادتين بالأكياس.