الباحث حسين بكر علي/جامعة الجنان، طرابلس، لبنان
ملخص:
يتناول هذا البحث دراسة السكان العرب في الجزيرة الفراتية العليا في تركيا الواقعة في الإقليم الرابع الذي وصفه الجغرافيون بأنه أعدل الأقاليم. وهي الجزء الشمالي لمنطقة مابين النهرين أي دجلة والفرات،
ذلك أن الجزيرة الفراتية خضعت قبل الاسلام لسلطتي فارس وبيزنطة، وكانت المساحة التي تسيطر عليها كل منهما تتناسب مع قوتها، ومع الأوضاع الداخلية التي ترزح تحتها. وعلى هذا الشكل فإن منطقة الجزيرة لم تكن مستقرة في الفترة السابقة للإسلام بسبب الصراعات الطويلة التي دارت بين بيزنطة وفارس من أجل منافسة كل منهما على السيطرة عليها. وقد دفع سكان الجزيرة الفراتية ثمن عدم الاستقرار بسبب اضطراب الوضع السياسي، والصراعات الدينية التي سادت أجواء المنطقة بسبب تعدد الديانات، واختلاف المذاهب.
وجاء المسلمون لفتح الجزيرة الفراتية في الوقت الذي كان سكانها يعانون فيه من الضغوط النفسية، والاضطرابات الاجتماعية التي سببتها تلك الصارعات السياسية والدينية. فكان المسلمون الفاتحون المنقذ لسكان الجزيرة الفراتية بكافة فئاتهم العرقية والدينية من الظلم والطغيان اللذين مارسهما أباطرة بيزنطة وأكاسرة الفرس ضد سكانها.
ثم إن لموقع الجزيرة الفراتية الاستراتيجي، وموقعها على الحدود الفاصلة بي الامبراطورية البيزنطية والمناطق المفتوحة من قبل المسلمين جعل الخلفاء المسلمين يحكمون المرابطة فيها. وبرز دور أهالي الجزيرة في عمليات المرابطة في الثغور والدفاع عن حدود الخلافة الإسلامية، وساهموا مع أهالي الشام في حملات الصوائف والشواتي البرية والبحرية وفي الصراع ضد البيزنطيين.
كما ازدهرت النواحي الاقتصادية في الجزيرة الفراتية بعد الفتح الاسلامي لها بسبب تسامح المسلمين مع أهالي البلاد المفتوحة، وحسن معاملتهم لهم.
واشتهرت مدن الجزيرة كالموصل ونصيبين وماردين وجزيرة ابن عمر والرها والرقة لدى الرحالة والجغرافيين فوصفوها بأفضل الصفات، وكانت هذه المدن مراكز اقتصادية تجارية وزراعية وصناعية، ومراكز علمية وفكرية مهمة.
أهمية الموضوع:
1 ـــ هذه الدارسة هي محاولة علمية وأكاديمية، لتسليط الضوء على تاريخ الوجود العربي في الجزيرة الفراتية العليا في تركيا، لذا فإنها قد تسهم في الإثراء المعرفي والأكاديمي في هذا المجال.
2ـــ تأتي أهمية الموضوع لما للجزيرة الفراتية ومدنها من أهمية تاريخية وكونها تعد ثغراً من ثغور المسلمين يحاذي دولتي فارس والروم ومنطلقاً لجيوش الفتح ومركزاً من مراكز تموينها.
أسباب اختيار البحث:
1 ـــ يعود سبب اختيار هذا الموضوع للبحث إلى أن الجزيرة الفراتية شكلت قطباً رئيساً في التاريخ الإسلامي، فقد شغلت دوراً مهماً في تاريخ الخلافة.
2 ـــ تسليط الضوء على هذا الموضوع الذي يحتاج إلى دراسات معمَّقة.
3 ـــ تعريف القارئ بتاريخ القبائل العربية التي تقطن الجزيرة الفراتية العليا في تركيا.
أهداف البحث:
تهدف هذه الدراسة إلى إظهار قدم الوجود العربي في الجزيرة الفراتية العليا في تركيا والغنية بطبيعتها الجغرافية والسكانية وما أنتجه هذا التنوع من حضارة علمية غنية وتاريخ العرب في تركيا وقبائلهم وعشائرهم.
وقد تم اعتماد المنهج التاريخي وذلك من خلال استعراض السياق التاريخي في مسيرة الوجود العربي وتاريخ الهجرات للجزيرة الفراتية العليا.
مقدمة:
السكان في الجزيرة، كانوا وما زالوا يتكونون من الفئات الرئيسية الأربع: العرب، التركمان، الأكراد، السريان. ومن مجموعات أخرى قليلة العدد إذ قورنت بها. ومجال البحث هنا هو العرب وقبائلهم.
تميزت الجزيرة بمقومات عدة جعلتها موطناً للإنسان منذ القدم، فالموقع الجغرافي المتوسط، والمياه الوفيرة، والأرض الخصبة ساعدوا في استيطان السكان فيها، فأقاموا حضارات مزدهرة بقيت آثارها حتى وقتنا الحاضر، وهي تدل على عظمة تاريخها، وكانت الجزيرة أرضاً آمنة استقر عليها كثير من الأقوام كالعرب بمختلف قبائلهم كبني تغلب، وربيعة، وبكر، وبني شيبان، عقيل، وقضاعة، وأزد، وطيء، وكندة، وغيرهم الكثير. وكان لكثرة هذه القبائل وقوتها، وانتشار الدين الإسلامي واللغة العربية بين أفرادها، أن استطاعت أن تتغلب على بقية الأجناس المنتشرة في تلك المنطقة الجزيرية العامرة.
استقرت قبيلة ربيعة في الشرق، وقبيلة مضر في الغرب، أما بكر فقد أقامت في الشمال. وعُرفت الجزيرة قبل الفتح الإسلامي بأسماء هذه القبائل العربية فقيل: ديار ربيعة، ديار مضر، ديار بكر([1]).
وتوجهت هذه القبائل نحو الجزيرة بعد أن تفرقت قبيلة قضاعة، فسكنت قراها وخالطوا أهلها وتكاثروا فيها، إلى أن أصبحت غالبية الجزيرة من هذه القبائل([2]) كما أن بني تغلب سكنوا في الجزيرة، أي ما يعرف بديار ربيعة، وكانت غالبية التغلبيين من النصارى([3]). والجدير بالذكر أن منازل تغلب كانت فيما بين الخابور والفرات ودجلة. وبالتحديد في المنطقة الواقعة بين قرقيساء وسنجار والموصل وماردين وحتى جزيرة ابن عمر شمالاً، وعانة وتكريت جنوباً([4]). وتعرف هذه المنطقة بديار ربيعة، وهذا ما أشار إليه ابن خلدون حين قال:”وكانت بلادهم “أي تغلب” في الجزيرة بجهات سنجار ونصيبين وتعرف بديار ربيعة، وكانت لهم شهرة وكثرة”([5]). وماردين ودارا ونصيبين وسواها كانت من ديار ربيعة ومن منازل التغلبين الأوائل. وبنو تغلب هؤلاء كانوا موالين لآل مروان وحلفاء لهم.
ومع توسع حركة الفتح الإسلامي وانتشارها في الجزيرة في عهد الخليفة عمر بن الخطابt في سنة 18هـ/639م، فقد دخلت قبائل عربية إليها وسكنت فيها، وكانت من بني تغلب، وإياد، والنمر وهذه القبائل كانت مع جيوش الفتح الإسلامي التي توجهت نحو الموصل، والجزيرة واستقرت هناك.
وعاشت هذه القبائل منذ أن حلت هناك في نزاع وتناحر مستمرين، وذلك من أجل الاستئثار بالأرض الخصبة والمياه الوفيرة، وزاد من حدة التناحر هذا، النزوح المستمر للقبائل الأخرى إلى تلك الجهات، فنتج عن ذلك حروب متواصلة.
وأصقاع الجزيرة هذه التي وصفها الجغرافيون بأنها جليلة وغنية كان لا بد أن تثير أطماع الجيران من أصحاب الديار من القبائل الأخرى، ومنها بالتحديد قبيلة قيس([6]).
كما أن عياض بن غنمt القائد الإسلامي الذي توجه لفتح الجزيرة، بعد أن فتح سنجار أسكن فيها قوماً من العرب وأقطعهم أراضيَ منها ليثبتهم في المنطقة.
وفي عهد الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفانt انتقل إلى الموصل والجزيرة أعداد كبيرة من العرب، فأمر معاوية بن أبي سفيان وكان آنذاك والي الشام والجزيرة، بأن يرسل قبائل من العرب إلى المناطق النائية من الجزيرة([7]).
وقد تفاعلت هذه القبائل العربية القادمة مع أهالي البلاد، وشكلوا مزيجاً واحداً ساعد على نشر الدين الإسلامي واعتناقه من قبل الأهالي بسرعة كبيرة.
و عاش المسلمون والنصارى في بلاد واحدة تربطهم المحبة، وعمل المسلمون في الجزيرة على بناء المساجد والجوامع فيها، لمساعدة المسلمين الجدد على فهم الدين الإسلامي واتباع تعاليمه بشكل صحيح، فكانت هذه المساجد والجوامع مراكز عبادة وعلم، تخرج منها رجال علم وقضاء وفقهاء وشيوخ وأئمة.
وتم بناء هذه المساجد مع سنوات الفتح الأولى للجزيرة، فقام والي الجزيرة سعيد بن عامر ببناء مسجد الرقة ومسجد الرها، وسار على نهجه والي الجزيرة الجديد عمير بن سعد، فبنى المساجد في ديار مضر وربيعة([8]) وقد قام والي الموصل عرفجة بن هرثمة البارقي في زمن الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطابt ببناء المسجد الجامع في الموصل.([9])
سار الولاة على خطى من سبقوهم في بناء المساجد والجوامع لتكون منارة هدايةٍ لجميع أهالي الجزيرة ومما لا شك فيه أن هذا الخليط والمزيج من العرب شكل وحدة متلاحمة، أدت لإقامة حضارة مزدهرة في الجزيرة.
المبحث الأول ـــ اﻟتعريف بمسمى الجزيرة الفراتية وموقعها وحدودها وتضاريسها:
أطلق الجغرافيون اسم الجزيرة على الجزء الشمالي من الأراضي المحصورة بين نهري دجلة والفرات([10]) وما يتبعها من الأقاليم والمدن الواقعة غربي دجلة وشرقي الفرات، فهي تشكل الجزء الشمالي من العراق والشمالي الشرقي من سورية والجنوبي
من بلاد الأناضول في تركيا([11]). وسبب تسميتها “جزيرة” كونها واقعة بين نهري دجلة والفرات، وتعرف بأنها “صحيحة الهواء جيدة الريع والنماء واسعة الخيرات”([12]). وأطلق عليها أرض بلاد الرافدين وأيضاً حسب التسمية اليونانية “ميزوبوتاميا” أي بلاد مابين النهرين([13]).
أما المناطق المجاورة للجزيرة الفراتية من جميع الجهات، فيذكرها بشيء من الدقة أبو الفداء الذي يقول:” فعلى هذا تكون بعض أرمينية و بعض الروم غربي الجزيرة وبعض الشام وبعض البادية جنوبيها، والعراق شرقيها وبعض أرمينية شماليها “([14]) ويمكن إيجاز حدود الجزيرة بأنه يحدها من الشمال بلاد أرمينية و بلاد بيزنطية ومن جهة الغرب بيزنطية وإقليم الشام ومن الجنوب البادية وبلاد الشام، ومن الشرق العراق ولقد كان لموقع الجزيرة الفراتية، أثر كبير على استقرار السكان بها فقد كانت منطقة فاصلة بين الإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطية التي تنازعتها كل منهما. ويعرف ياقوت الحموي الجزيرة الفراتية بقوله: “هي المنطقة الواقعة بين دجلة، والفرات وتقع شمال العراق ومجاورة لبلاد الشام”([15]). والتي تمتد من تكريت على دجلة، إلى الحديثة وعانة على الفرات جنوباً، ثم تتجه شمالاً إلى منابع النهرين التي يقترب بعضها من بعض كثيراً([16]). وتضم كل ما حوى النهرين من مدن كالموصل([17]) وسنجار([18]) وجزيرة ابن عمر([19]) ونصيبين([20])
ورأس العين([21]) وماردين([22]) وديار بكر(آمد)([23]) وميّافارقين([24]) والرقة([25]) والرها([26]) وغيرها من المدن والبلدات، وقد ذكر القلقشندي حدود الجزيرة الفراتية فقال “يحيط بها الفرات من حدود بلاد الروم وهو طرف الحد الغربي الجنوبي للجزيرة، فيمتد الحد الجنوبي الغربي مع الفرات إلى ملطية([27]) إلى سميساط([28]) إلى قلعة الروم إلى البيره إلى منبج إلى السن إلى الرقة إلى قرقيبا إلى الرحبة إلى هيت إلى الأنبار، ثم يخرج الفرات عن تحديد الجزيرة ويعطف الحد من الأنبار وتكريت وهي على نهردجلة إلى بالس، إلى حديثة على دجلة، إلى الموصل ثم يعطف الحد من الموصل، إلى جزيرة ابن عمر إلى آمد، ثم يسير الحد غرباً ممتداً بعد أن يتجاوز آمد، إلى حدود أرمينية، إلى حدود بلاد الروم، إلى الفرات عند ملطية من حيث وقع الابتداء فعلى هذا يكون بعض أرمينية وبعض الروم غربي الجزيرة وبعض الشام وبعض البادية جنوبها، والعراق شرقها وبعض أرمينية شمالها تتبع إقليم الجزيرة”([29]) [ وتنقسم الجزيرة الفراتية إلى عليا وسفلى وتضم العليا أهم المدن وهي: الرقة، رأس العين، حران، الرها، ماردين، ميّافارقين، آمد، نصيبين، الموصل، سِنجار، جزيرة ابن عمر، وأمّا السفلى فتضم مدن: الرمادي، الحلة، تكريت، هيت، وغيرها من المدن، وموضوع البحث سيكون عن مدن الجزيرة الفراتية العليا في تركيا] وقد وصف الجزيرة ابن حوقل فقال: الجزيرة إقليم جليل بنفسه شريف بسكانه، كانت معدن الأبطال، وعنصر الرجال وينبوع الخيل([30]).
ويطلق البعض على الجزيرة الفراتية اسم ” أقور” أو “أثور” ويظهر أن هذا الاسم كان مستعملاً قبل الإسلام عند غير العرب بدليل أن أكثر المؤرخين والرحالين لم يستعملوا هذا الاسم، إلا ما كان من المقدسي، حيث جعل عنوان الحديث عن إقليم الجزيرة الفراتية جملة ” إقليم أقور” في كتابه “أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم”([31]) وحين تحدث ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان عن كلمة ” أقور” ذكر أن هذا الاسم يطلق على كورة من كور الجزيرة([32]) ولعل هذه الكورة هي الموصل حيث أورد في موضع آخر أن الموصل كانت تسمى بـ” أثور” أو” أقور” ولم يجزم بذلك حيث قال ” أو يطلق على الجزيرة بأسرها”([33]).
وقد حاول ابن شداد أن يزيل الشك عما تردد فيه ياقوت الحموي. حيث ذكر أن الجزيرة تعرف بجزيرة أثور لمدينة كانت تسمى بهذا الاسم، آثارها باقية قريباً من الموصل([34]).
وترجع تسمية الإقليم بـ” الجزيرة الفراتية” إلى أن نهر الفرات يحيط به من جهات الغرب، والشمال، والجنوب، ويمتد الفرات في أراضي الجزيرة أكثر من امتداد دجلة فيها، وعلاوةً على ذلك فإن البعض يشير إلى أن المدن الفراتية الواقعة غربي الفرات تنسب إلى الجزيرة، وهذا مايجعل المدن والقرى الواقعة على جانبي الفرات الشرقي والغربي تشكل نسبة كبيرة من أرض الجزيرة فلعل ذلك أيضاً مما يسوِّغ إطلاق هذا الاسم على الجزيرة بأسرها من باب إطلاق الخاص على العام لاسيما إذا كان هذا الخاص يشكل نسبة كبيرة من هذا العام([35]).
وقد تميزت الجزيرة الفراتية منذ القدم وحتى حقب متأخرة من العصور الإسلامية بموقعها الجغرافي و(الاستراتيجي) المهم، فهي صلة الوصل بين بلاد الشام والعراق من جهة، كما أن ثغورها ربطتها بالبلاد المجاورة كالدولة البيزنطية من جهة أخرى.
وقد تميزت بالموارد الطبيعية التي ساعدتها على تكوين موارد اقتصادية من إنتاجها المحلي، بالإضافة إلى غناها السكاني المتنوع بين طوائف متعددة، مما جعلها تختلف عن غيرها بالصبغة السكانية وبالتمازج الذي حصل بين هذه الطوائف وأنتج مجتمعاً متحضراً واشتهرت مدن الجزيرة: كالموصل وماردين ونصيبين والرقة والرها لدى الرحالة والجغرافيين فوصفوها بأفضل الصفات، وكانت هذه المدن مراكز اقتصادية تجارية، وزراعية، وصناعية، ومراكز علمية، وفكرية مهمة.
ينقسم إقليم الجزيرة الفراتية على أساس وجود القبائل العربية التي دخلت الإقليم قبل الإسلام، حيث ينقسم إلى ثلاث ديارات ونسب كل قسم إلى القبيلة التي سكنته وهذه الأقسام هي: ديار بكر، ديار ربيعة، وديار مضر.([36]) فبكر([37]) وربيعة([38]) ومضر([39])، قبائل عربية كبيرة سكنت الجزيرة الفراتية منذ القدم، فاصطبغت أراضي الجزيرة باسمها فديار بكر تقع في شمالي الجزيرة، وهي بلاد واسعة كثيرة الخيرات تنسب إلى بكر بن وائل، وحدودها غرب دجلة من بلاد الجبل المطل على نصيبين إلى دجلة وأهم مدنها: آمد، ماردين، ميّافارقين، حصن كيفا([40])، أرزن([41])([42]). وتقع ديار ربيعة إلى الشرق والجنوب من أراضي الجزيرة بين الموصل ورأس العين، وهي أكثر ديار الجزيرة اتساعاً، وفيها أعظم المدن قاعدتها الموصل ومن مدنها: نصيبين، جزيرة ابن عمر، رأس العين، سنجار، دارا([43])، كفرتوثا([44])، بلد([45])، أذرمة([46])، دُنَيسَر([47])، الخابور([48])([49]).
أمّا ديار مضر فهي غرب الجزيرة في حوض الفرات الأوسط، ومن أهم مدنها: حرَّان([50])، الرها، الرقة، سَروج([51])، قرقيسيا([52])، بالس([53])، سُمَيسَاط، هيت([54])، عانة([55])([56]).
وكثيراً ما ذكر الجغرافيون ديار ربيعة وبكر معاً باسم ديار ربيعة، ويردون السبب في ذلك إلى أن القبيلتين من ربيعة، فابن حوقل قال: فأما الجزيرة التي بين دجلة والفرات فتشتمل على ديار ربيعة ومضر([57]) كما أن ياقوتاً الحموي ذكر أن الجزيرة تشتمل على ديار مضر وديار بكر([58]).
المبحث الثاني ــــ قدم الوجود العربي في الجزيرة الفراتية:
تُعدُّ الجزيرة الفراتية من أقدم الأقاليم التي سكنتها قبائل العرب، سواء كانوا من أهل الحضر أم من أهل المدر، إذ كانوا يجدون فيها ما يلائم ويصلح لمعاشهم البسيط ولرعي مواشيهم، فينتقلون فيها من مكان إلى آخر من دون أن يتعرض لاستقلالهم أحد، أو يتدخل في أمورهم غير شيوخهم وأمراء عشائرهم، وقد أنشؤوا فيها حضارة عريقة، ما زالت آثارها شاخصة إلى يومنا هذا مع مرور عشرات القرون من السنين، كما تركوا أثرهم الواضح وطابعهم العربي المميز في حياة هذا الإقليم، وكان لهم نتاجهم الأدبي العربي الخالص، وأبرز ما وصلنا منه شعر الشاعر التغلبي عمرو بن كلثوم أحد أصحاب المعلقات السبع الذي كان من مواليد الجزيرة الفراتية.
وتدل أعلامها وأسماء مواضعها على قدم الوجود العربي فيها كباعربايا أو بيث عربايا في المصادر السريانية، وهو اسم لثلاثة أماكن يسكنها العرب منذ القدم، وأطلقت المراجع الفارسية على منطقة نصيبين وما حولها اسم عربستان، أي بلاد العرب، كما أطلق سترابو(ت:23م) الجغرافي المعروف على مناطق الجزيرة في جنوب المنطقة الكردية اسم بلاد العرب، والأسماء المتداولة بين العرب منذ صدر الإسلام لأقسام الجزيرة التي ثبتها البلدانيون والمؤرخون العرب القدامى بعد ذلك في مؤلفاتهم هي ديار ربيعة وديار مضر وديار بكر، ويشير إسمها إلى أصل ساكنيها، وهو دليل واضح على أن العرب يشكلون أكثرية سكانية منذ القدم.
إن سكنى القبائل العربية في الجزيرة الفراتية يعود إلى عدة قرون قبل الإسلام، حيث هاجروا إليها من موطنهم الأصلي شبه الجزيرة العربية، واستقروا في مناطق مختلفة منها، وكانت هجراتهم إلى إقليم الجزيرة متواصلة وفي مراحل تاريخية متباينة، حيث كانت تلك الأرض تمثل امتداداً طبيعياً ومقداراً حيوياً لهم، وكانت الجزيرة العربية يوم ذاك تمثل خزاناً هائلاً يزدحم بالسكان، فلم يجد بداً من إفاضة مايزيد على حاجته، وكان انتقال الجماعات البشرية جملة أو أفراداً ظاهرة عامة في الشرق، فلم يقتصر نشاط المجتمع العربي في شبه جزيرة العرب على تنقل الأفراد، أو على هجرات القبائل وتمازجها داخل الجزيرة فحسب، وإنما تعدى ذلك إلى أطرافها، وكان هناك تمدد لا ينقطع نحو الأطراف الشمالية خصوصاً، وقد يكون هذا التمدد بطيئاً لا يُشعَر به أحياناً، وواضحاً أحياناً حتى يثير النزاع والخصومات، ولكنه في كل الأحوال كان متصلاً وقل أن يتوقف، وبذلك كانت جزيرة العرب مصدراً أساسياً لكل الموجات العربية والأقوام العربية القديمة ومنذ الألف الرابع قبل الميلاد، وكان الآراميون الذين استوطنوا الجزيرة الفراتية وبعض مناطق سورية آخرهم، وشكلوا ثقلاً بشرياً مهماً في الجزيرة، ترك آثاره الثقافية والحضارية فيها وفي عموم المنطقة منذ هجرتهم إليها. وتعد سنة (612ق.م) وهي السنة التي سقطت فيها نينوى وزالت دولة الآشوريين بداية لهجرات عربية ضخمة أخرى إلى الجزيرة الفراتية، فقد حدثت هجرة واسعة إلى الجزيرة، امتدت شمالاً إلى نصيبين وديار بكر، وإلى ما وراء الرها وسهل أنطاكية، حتى صارت الأقاليم الشمالية لما بين النهرين بعد قرن من سقوط نينوى تُعرف باسم عربايا، وقد أقامت بعض القبائل العربية إمارات مستقلة في الجزيرة، منها إمارة الحضر التي حكمتها سلالة عربية مدة ثلاثة قرون، وكان أول حكامها أميراً عربياً اسمه سنطروق، ورد ذكره في نقوش اكتشفت هناك، نصت على أن أباه يدعى نصراً وأن لقبه”ملك العرب”، واستناداً إلى الطبري فإن حكام هذه الدولة كانوا من قبائل قضاعة([59])، ويروي ياقوت الحموي:” إن بني قضاعة لما افترقوا سارت قبيلة منهم إلى أرض الجزيرة، وعليهم ملك يقال له الضيزن بن جهلمة أحد الأحلاف، فنزلوا في مدينة الحضر”، واستمرت مملكة الحضر حتى حكم الملك الساساني سابور الأول(241-272م)([60]).
وتشير بعض الدراسات إلى أن العرب استقروا على ضفاف دجلة والفرات منذ العصور السابقة للميلاد، فقد استقر الآشوريون- وهم فرع من الأقوام العربية القديمة التي كانت تقطن أصلاً في شبه الجزيرة العربية وهاجروا منها- في الجزء الشمالي من العراق. ولا يعرف بالضبط متى كانت هجرة هؤلاء العرب.
استطاع الآشوريون أن يؤسسوا مملكة آشور التي استمرت من(2000-612 ق.م) واتخذوا من نينوى عاصمة لدولتهم. وبسبب استقرار هؤلاء الآشوريين في الجزيرة الفراتية أطلق عليها اسم جزيرة آشور، أو آثور، أو آقور.
وقد تمكن الآشوريون من توسيع مملكتهم خلال المدة التي حكموا فيها المنطقة، والتي بلغت من القوة بحيث سيطرت في مرحلة اتساعها على منطقة الشرق الأوسط كلها، ومن ضمنها آسيا الصغرى، وسواحل إيجة، ومضر، والخليج العربي، وعيلام، هذا عدا فتوحاتهم للمناطق الجبلية في الشرق والشمال حتى بلاد أرمينية، وكانت لهم أربعة عواصم اتخذوها خلال مدة حكمهم: العاصمة الأولى آشور، والثانية كالح، وتقع شرقي الموصل، والثالثة نينوى، والرابعة دورشروكين شمال شرقي الموصل.
ومن الموجات العربية القديمة الأخرى التي استقرت في منطقة الجزيرة الفراتية، الكلدانيون الذين أسسوا مملكة لهم استمرت زهاء قرن من الزمان بين سنتي(626-539 ق.م)([61]).
يبدو أن سيطرة القبائل العربية على منطقة الجزيرة الفراتية كان في زمن سيطرة ملوك الطوائف الفرثيين والسلوقيين. ويؤكد ذلك ما ذكره جواد علي من أن القبائل العربية سيطرت على شواطئ الفرات وهيمنت عليها في أيام السلوقيين([62]). كما يشير أحمد سوسة إلى أن النفوذ العربي في هذه الحقبة امتد إلى ماوراء مدينة سنجار فوصل إلى الخابور ونصيبين. وبذلك يمكن القول إن مرحلة النفوذ العربي بدأـت خلال مرحلة الاضطرابات التي كانت قائمة في منطقة الجزيرة، بسبب ما كان بين ملوك الطوائف والسلوقيين من خلاف. فأنشأت القبائل العربية حكومات يمكن أن نطلق عليها مصطلح مشيخة أو إمارة. وكان حجم هذه المشيخات يتوسع أو يتقلص بحسب قوة الحكام([63]).
ويظهر من جغرافية سترابو أن أرض الجزيرة ومنطقة الفرات والبادية المتصلة بالشام كانت في حكم سادات القبائل. وكان أتباعهم من العرب يشتغلون بالرعي، وبعضهم يشتغل بالزراعة وآخرون بالتجارة، وقسم منهم كانوا أعراباً يتنقلون في البادية.
وقد استغل هؤلاء العرب طبيعة أرضهم فكانوا يجبون العشر من التجار، أو يشتغلون هم أنفسهم بالاتجار، أو يقومون بنقل التجارة لحساب غيرهم من التجار([64]).
لم يتوقف العرب عند حدود المشيخات، بل تعدوه إلى إنشاء إمارات عربية في الجزيرة وعلى أطرافها، ومن تلك الإمارات إمارة الحضر، التي تأسست في القرن الثالث قبل الميلاد. ثم أصبحت فيما بعد مملكة الحضر.
كما نشأت إمارة الرها وتطورت إلى مملكة في سنة (142ق.م)، واستمرت حتى سنة (216م)، حيث ضمها الرومان إليهم بعد القضاء على آخر ملوكها.
وظهرت إمارة عربية في سنجار في نفس المرحلة التي قامت فيها مملكة الرها، وزال حكمها في عهد حاكمها (معنو) سنة(115م) على يد الرومان([65]).
على الرغم من تلاشي الممالك العربية، والإمارات التي أنشأها العرب في بعض مدن الجزيرة الفراتية، إلا أن العرب ظلوا يقطنون المنطقة، كما استمر نفوذهم قوياً فيها لدرجة أن بعض القبائل العربية المستقرة في المناطق الواقعة تحت سيطرة بيزنطة عرضت على الإمبراطور البيزنطي يوليان خدماتها ضد الفرس سنة (363م). وعقد بينهما ما يشبه الاتفاق الذي يوضح العلاقات بين الطرفين، وكان ضمن بنوده أنه إذا حدث أن أخل أحد الطرفين بالاتفاق، فإن ذلك يؤدي إلى خروج الطرف الآخر عليه. وفي هذا ما يدل على قوة العرب وأثرهم في المنطقة.
وعلى العموم فقد كان العرب يحالفون القوى الكبيرة المؤثرة في المنطقة، ويقدمون لها الخدمات مقابل الحصول على الأرزاق. من ذلك ما يذكره أحد مرافقي الإمبراطور البيزنطي يوليان، بأن الجيش البيزنطي عندما غادر الرقة في سنة (361م) في طريقه إلى قرقيسيا، وقف ينتظر وصول المساعدات العربية التي كانت بحاجة إليها. وهناك توافدت إليه زعماء القبائل العربية فانضموا إلى قواته، مقابل دفع أرزاقهم. وحين حرم البيزنطيون العرب من أرزاقهم، قاموا بغارات على الجيش البيزنطي، وتسببوا في تقهقر القوات البيزنطية وإبعادها عن الحدود الفارسية. وهذا دليل على مكانة العرب كقوة عسكرية في منطقة الجزيرة في تلك المرحلة.
كما انضمت مجموعة من القبائل العربية إلى الفرس، وساهمت معهم في القتال ضد بيزنطة. وساهم أيضاً عرب الحيرة بقيادة المنذر بن النعمان في قتال الفرس للبيزنطيين.
وعقدت القبائل العربية أيضاً مع الفرس معاهدات في بعض الأحيان، لتوضيح العلاقات بين الطرفين. وأهمها دفع الأرزاق للعرب مقابل وقوفهم مع الجيوش الفارسية. كما فعل العرب الذين تحالفوا مع البيزنطيين من قبل.
وعلى الرغم مما هو معروف عن انقسام ولاء العرب بين الفرس والبيزنطيين. فإن هذا الانقسام لم يكن واضحاً بشكل كبير في القرن الرابع الميلادي، ذلك أن الغساسنة عُرفوا بولائهم للبيزنطيين، وصل نفوذهم في بعض مراحل حكمهم إلى أرض الجزيرة الفراتية، وتحالف قسم منهم مع الفرس، ووقفوا في وجه أبناء قبيلتهم الذين تحالفوا مع بيزنطة.
كان عدد القبائل العربية في منطقة الجزيرة في نمو مستمر، ويرجع ذلك إلى تتابع هجراتهم. فقد تدفقت القبائل العربية إلى المنطقة إبّان سيطرة البيزنطيين والفرس عليها، وأبرز تلك الهجرات هجرة بطون من قبائل الأزد التي لحقت بمن سبقها منهم إلى المنطقة، ومن تلك البطون ربيعة، وعمران، وبنو عمر بن عدي، وبنو حوالة بن الهنو([66]). ولحقت قضاعة بمن سبقها منهم، ونزلت ببعض مدن الجزيرة وأطرافها، وقد أوضح البكري في إحدى رواياته مناطق نزول قضاعة وبطونها فقال: ” وسارع عمرو بن مالك التزيدي في تزيد وعشم ابني حلوان بن عمران، وجماعة من علاف إلى أطراف الجزيرة، ثم خالطوا قراها وعمرانها وكثروا بها…”. ونزلت بعض بطون قضاعة أرض عبقر وامتدت إلى آمد، وميّافارقين([67]).
كما تتابعت بطون نزار بن معد إلى منطقة الجزيرة، وقد خرجت إياد وبطونها من تهامة، ونزلت على ضفاف الفرات، وخالطوا أرض الجزيرة، ونزل بعضهم منطقة الموصل واستقروا بين الحصنين في قرية الحرجية([68]). وخرجت بكر بن وائل من ظواهر نجد وأطراف الحجاز وتهامة، وانتشرت في بادئ الأمر باليمامة إلى أطراف العراق ومناصرها، وناحية الأبلة، إلى هيت، وما والاها من البلاد. ثم نزلت أرض الجزيرة([69]). في حصن كيفا، وآمد وميّافارقين، وسعرت، وحيزان، وما تخلل ذلك من البلاد، وأطلق على المنطقة التي نزلوها اسم ديار بكر([70]) ولحقت عنزة، وضبيعة ببكر بن وائل.
وفي نفس المرحلة التي خرجت فيها قبيلة بكر إلى الجزيرة الفراتية خرجت قبيلة تغلب([71]). وقد أوضحت بعض الدراسات بأن هجراتهم كانت في مرحلة حكم ذي نواس على اليمن أي حوالي سنة(480م). ويرى كندرمان بأن استقرار تغلب في منطقة الجزيرة استغرق قروناً، ذلك أن هجرتهم كانت بطيئة وعلى مراحل ولم تنته إلا في العهد الإسلامي، واستقروا في المنازل التي عرفت فيما بعد باسم ديار ربيعة. وقد اعتنقت تغلب النصرانية التي انتشرت في منطقة الجزيرة الفراتية، وظلت على نصرانيتها حين فتح المسلمون الجزيرة ودخلت تحت طاعتهم. إلا أنها رفضت دفع الجزية للمسلمين، ووافقت على دفع الصدقة مضاعفة([72]). ومما يؤكد استقرار تغلب في منطقة الجزيرة امتهانها للزراعة وتربية المواشي، حتى وصفهم البلاذري تبعاً لذلك بانهم أصحاب حروث ومواشي.
استمر سيل الهجرات العربية في التدفق إلى منطقة الجزيرة، فلحق عدد آخر من بطون ربيعة بمن سبقهم من بكر وتغلب، ونزلوا فيها. فقد خرجت النمر وغفيلة اللتان كانتا في عارض اليمامة فنزلتا عانة وما دونها، إلى بلاد بكر بن وائل وما خلفها من بلاد قضاعة([73]) كما خرجت قبيلة مضر إلى الجزيرة الفراتية بعد خروج ربيعة. فقد ذكر البكري أن قبيلة مضر لم تزل في منازلها من تهامة، وأن هجرتهم من منازلهم كانت بعد خروج ربيعة من تهامة. ومن المحتمل أن هجرات مضر إلى منطقة الجزيرة الفراتية قد تمت على مراحل كما هو حال ربيعة وبطونها.
ونزلت طيء فيها، وكذلك كل من النمير، وعقيل، وتنوخ في القرن الخامس الميلادي، واستقروا في بادية سنجار، واعتنق أكثرهم النصرانية، وانشؤوا لهم كنائس وأديرة عديدة([74]).
وهكذا يمكن القول بأن الجزيرة الفراتية كانت عربية بغالبية سكانها في العصور التي سبقت الإسلام، فقد سكنتها قبائل يمانية وقيسية، ومنهم من استقر، ومنهم من عاش حياة البداوة. وأشهر القبائل المستقرة الأزد، وطيء، وقضاعة، وإياد، وبكر، وتغلب، وشيبان، وعنزة، وضبيعة، والنمر، وغفيلة، وعقيل، وتنوخ، وغيرها.
المبحث الثالث ـــ تواريخ الهجرات وأسبابها:
أ ـــ تواريخ الهجرات العربية إلى الجزيرة الفراتية:
تفرقت تلك القبائل العربية بعد أن كثرت بطونها، فتوزعت على بلاد العرب، وتشير المصادر الأولى إلى ثلاث هجرات رئيسة إلى الجزيرة الفراتية:
1 ــ الهجرة الأولى:
حدثت في القرن الثالث الميلادي بسبب الصراع القاسي بين قبائل إياد وربيعة ومضر، ما أدى إلى أن تغادر بعض عشائر من إياد سهل تهامة متجهين نحو العراق، وليقيموا هناك ردحاً من الزمن، ثم يتوجهوا شمالاً ليستقر بهم الأمر في تكريت في أعلى السواد جنوب الجزيرة الفراتية، بينما غادرت مجموعات أخرى من إياد إلى الموصل ومناطق مختلفة من الجزيرة، ليجدوا هناك أبناء عمومتهم من بكر بن وائل قد استقروا قبلهم فيها.
ولقبيلة إياد بن نزار خبر مطول في كتب التاريخ والأدب، يتحدث بالتفصيل عن قصة رحيلهم عن موطنهم الأصلي تهامة، ومع الاختلاف بين بعض الروايات فإن المتفق عليه أن إياداً، بعد أن كثر عددهم، خالفوا إخوتهم من مضر وربيعة، ما كان سبباً في نشوب نزاع بينهم، أدى إلى خروج إياد من تهامة، وبعد أن طال بهم التطواف انتهى أمرهم بالوصول إلى سواد العراق، ثم استطالوا على الفرات، حتى خالطوا أرض الجزيرة، ووقعت بينهم وبين الفرس الدولة الساسانية حروب أدت إلى جلائهم عن أرض العراق إلى إقليم الجزيرة، وقد هلك كثير منهم في هذه الحروب، وتشتت جمعهم، ونزلت طوائف منهم أطراف الشام، ولحق فريق منهم ببلاد الروم.
ويروي المسعودي أن سابور بن هرمز المعروف بـ سابور ذي الأكتاف (310-379م) ملك الفرس لم يرق له ما كان لإياد من غلبة على أرض السواد، كانت سيدة الموقف فيه بعد وفاة هرمز، وكانت إياد تصيف بالجزيرة وتشتي بالعراق، فأراد سابور الإنتقام من إياد وإخضاعها للساسانيين، وينسب إلى رجل من إياد يدعى لقيط شعر ينذر به قومه، ويخبرهم بقوم الفرس، وكان لقيطاً حبيساً عندهم. ولكن إياد استمرت بغاراتها على الفرس، ولم يأخذوا الحذر بما كتب لهم، فوجه إليهم كتاباً آخر يخبرهم فيه أن الفرس عسكروا وحشدوا، وأنهم سائرون إليهم، ومع أن إياد لم تحفل بإنذاره، إلا أن موقف لقيط هذا كان يمثل بادرة وعي عند العربي في تلك الحقبة المتقدمة، وقد فاجأت جيوش سابور إياداً، وأوقعت فيهم، ولم ينج منهم إلا من لحق بأرض الروم، وخلع سابور بعد ذلك أكتاف من ظفر بهم من العرب، فسمي سابور ذا الأكتاف، ويبدو من تلك الروايات أن إياداً كانت قد استقلت في تلك الحقبة في أرض الجزيرة التي سكنتها منذ زمن، ولم تخضع لسلطان الفرس([75]). وفي رواية أخرى للمسعودي ملخصاً أن إياداً رجعت من أرض الروم بعد وفاة سابور ذي الأكتاف، ولكنها دخلت ضمن قبائل ربيعة من ولد بكر بن وائل، حيث عظم شأن ربيعة في تلك الحقبة وغلبت على السواد، بذلك تكون إياد قد صارت في جملة ربيعة، ويفهم من ذلك أن إياداً لم تتمكن من أن تستعيد مكانتها السابقة، فدخلت في قبائل ربيعة التي هي من بكر بن وائل بعد أن كانت قد كسبت مكانة وسلطاناً في تلك المرحلة.
2 ـــ الهجرة الثانية:
كانت في حدود القرن الخامس الميلادي، وذلك عندما غادرت تغلب، وهي فرع مهم من ربيعة، منازلها من تهامة بسبب خلاف مع إخواتها من بكر بن وائل، أدى إلى رحيل التغلبيين، وهم الذين طالما كانوا متزعمين على ربيعة وبيدهم لواؤها، وبعدما تفرقوا ردحاً من الزمن في أماكن متعددة وصلوا الجزيرة الفراتية، كما هاجرت في هذه المرحلة أيضاً قبائل أخرى من ربيعة مثل النمر وغفيلة، حيث سكنتا في عانة وتخوم الجزيرة، بينما ذهبت بكر إلى تخوم السواد وهيت والمناطق المجاورة([76])، ومن الراجح أن تكون تغلب هي أول من نزل الجزيرة من قبائل ربيعة، وتبعها بنو النمر بن قاسط، وقد سكن التغلبيون في سنجار ونصيبين اللتين في ديار ربيعة.
3 ــ الهجرة الثالثة:
إن أضخم هجرات للقبائل الشمالية العدنانية إلى الجزيرة الفراتية هي تلك التي حدثت في أواخر القرن السادس ومطلع القرن السابع لأسباب اقتصادية وخلافات اجتماعية بين بعض بطون وعشائر القبائل العدنانية في شمال جزيرة العرب، فضلاً عن أسباب وأحوال وعوامل أخرى كثيرة([77]).
ب ـــ أسباب الهجرات:
لقد تنوعت الأسباب التي أدت إلى خروج العرب من الجزيرة العربية إلى مناطق متفرقة في الشمال ومنها الجزيرة الفراتية، فمن العلماء من عزا خروجهم إلى عوامل جغرافية، تركزت في تغير مناخ الجزيرة العربية التي كانت توصف بجودة مناخها وكثرة مياهها، وما لبث المناخ أن تحول تدريجياً إلى الجفاف، فاختفت العديد من الواحات، مما أدى إلى عدم كفاية موارد الجزيرة العربية للمستقرين بها، فأخذوا بالهجرة منها.
درج معظم الباحثين والمؤرخين عند حديثهم عن هجرة القبائل العربية من موطنها الأصلي في شبه جزيرة العرب إلى الأقاليم المجاورة على أن يعزوها إلى سببين هما:
1- العامل الاقتصادي:
حيث الجدب والجفاف في شبه الجزيرة العربية، يرافقه زيادة في عدد السكان، وهي من الأسباب المهمة للهجرة إلى مواضع أخرى فيها متسع من العيش الأفضل([78]).
2- العامل الاجتماعي:
كانت القبائل العربية قبل هجراتها إلى منطقة الجزيرة الفراتية، في وضع غير مستقر، بسبب ما كان يحدث بينها من حروب ووقائع، وتعدت هذه الخلافات إلى بطون القبيلة الواحدة، مما جعل اجتماعها في منطقة واحدة أمراً مستحيلاً([79]). والواضح من إحدى روايات البكري، أن الصدامات القبلية كان لها أثر كبير في هجرة هذه القبائل حيث قال:” وأقام ولد معد بن عدنان ومن معهم من أولاد أُدد أبي عدنان بن أُدد، بعد خروج قضاعة من تهامة في بلادهم وديارهم وأقسامهم التي صارت لهم، ثم مقاتلة مضر وربيعة أبناء نزار ولد قنص بن معد، فاخرجهم من مساكنهم ومراعيهم، وغلبوهم على ما كان بأيديهم فانحاز ولد سنام بن معد إلى ما يليهم من البلاد، وتفرقت طوائف من أولاد قنص بن معد في العرب وبلادها فلما رأت القبائل ما وقع بينها من الإختلاف والفرقة، وتنافس الناس في الماء والكلأ والتماسهم المعاش والمتسع وغلبة بعضهم بعضاً على البلاد والمعاش، واستضعاف القوي الضعيف، انضم الذليل منهم إلى العزيز، وحالف القليل منهم الكثير، وتباين القوم في ديارهم ومحالهم، وانتشر كل قوم فيما يليهم…”([80]).
كما ذكر أيضاً:” فاجتمعت نزار بن معد على قضاعة، وأعانتهم كندة، واجتمعت قضاعة وأعانتهم عك والأشعرون فاقتتل الفريقان فقهرت قضاعة وأجلوا عن منازلهم وخرجت فرقة من بني حلوان بن عمران يقال لهم بنو تزيد بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ورئيسهم عمرو بن مالك التزيدي فنزلوا عبقر من أرض الجزيرة”([81]).
كما كانت بكر بن وائل، وتغلب من أكبر بطون ربيعة بن نزار – على خلاف مستمر بسبب حادثة مقتل كليب سيد تغلب الذي قتله جساس بن مرة من بني بكر بن وائل([82])، والتي أدت إلى نشوب حرب البسوس التي استمرت أربعين عاماً([83])، وتصاعدت حدة الخلاف بين بكر وتغلب، ونتج عن ذلك انقسام بطون ربيعة، فانضمت النمر، وغفيلة إلى تغلب، وعنزة، وضبيعة إلى بكر بن وائل، واستمرت الحروب والوقائع بين هذه القبائل، مما أدى إلى اضطراب أوضاعهم الاجتماعية وتنافرهم، فاضطرهم ذلك إلى التنقل من بلد إلى بلد، وخرجوا من أراضيهم، وهاجروا إلى أطراف العراق، وامتدت هذه القبائل حتى خالطت أرض الجزيرة.
ومن الأسباب الاجتماعية الأخرى التي دفعت بعض القبائل إلى الهجرة من أراضيهم، هو زيادة عدد أفراد أبناء بعض القبائل مثل إياد التي زاد عدد أفرادها([84]).
ومع أهمية هذه العوامل فإن هناك أمراً لا بد من أخذه في الحسبان، وهو أن الأرض المحيطة بشبه جزيرة العرب تشكل امتداداً طبيعياً لها، وأن سكانها حيث ينتقلون من مكان لآخر داخل وطنهم إنما يرحلون إلى أرض وقوم يحملون السمات نفسها، ويتكلمون اللغة ذاتها، ولكن سكان الإقاليم المجاورة ينعمون بحياة أكثر استقراراً وتحضراً، ولهذا فإن سبب الهجرة أحياناً قد يكون حالة وعي مدني، ونزوع حضاري إلى حياة التمدن والاستقرار([85]).
خاتمة:
يمكننا عدُّ هذه الدراسة لإقليم الجزيرة الفراتية ذات أهمية، إذ أنها كشفت عن أحداث حقبة تاريخية مهمة في تاريخ العرب والمسلمين وتاريخ الوجود العربي في الجزيرة الفراتية العليا في تركيا ، فقد شهدت تلك الحقبة مرحلة التكون العربي والإسلامي الجديد، واستعداد العرب لحمل رسالتهم الإنسانية العظيمة، وكان هذا الإقليم قد استدعى اهتمام الباحثين من مؤرخين وجغرافيين، فعقدوا له الفصول في كتبهم، وتحدثوا عن مدنه وقراه وعن أحواله الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
تميزت هذه المنطقة بموقع جغرافي فريد، وبأهمية حيوية من الناحيتين العسكرية والتجارية، فضلاً عمّا حوته أرضها من خيرات وموارد مائية وفيرة ومحاصيل متنوعة، ساعدت على قيام حضارة عربية عريقة فيها منذ أقدم العصور، في الوقت نفسه الذي جعلها محطَّ أطماع الدول الأجنبية الكبرى آنذاك، وهم الساسانيون والبيزنطيون.
لقد تواصلت هجرات القبائل العربية الحجازية العدنانية، ربيعة ومضر وبكر من شمال شبه جزيرة العرب إلى هذا الإقليم لأحوال وأسباب متعددة، بدءاً من القرن الثالث حتى القرن السادس الميلادي، وغدت لها أرض الجزيرة دياراً، سميت بأسماء تلك القبائل، قد سبقت هذه الهجرات هجرات عربية أخرى، بدأت وتواصلت منذ الألف الرابع قبل الميلاد، وكان مصدرها جميعاً شبه الجزيرة العربية، وكان الآراميون آخر تلك الأقوام العربية الذين استوطنوا في الجزيرة بين سنتي 1500-1200ق.م، وتركوا بصماتهم الحضارية والسياسية الواضحة في عموم المنطقة، وقد نجحت بعض القبائل العربية في إقامة دولة مستقلة وقوية وحظيت باهتمام الدول الكبرى آنذاك، فسعت إلى محالفتها وكسب ودها أحياناً، أو إلى مهاجمتها ومحاولة القضاء عليها أحياناً أخرى.
من الناحية السياسية شكل إقليم الجزيرة في ذلك العصر منطقة احتكاك وتصادم حربي بين الدولتين المتنافستين آنذاك: الساسانية والبيزنطية، ودرات على أرضه حروب ومعارك طاحنة بينهما طوال القرن السادس ومطلع القرن السابع الميلادي، كان موقف العرب وتأثيرهم السياسي خلال ذلك يزداد، ونفوذهم ووعيهم يتعاظم، حتى راحت الدولتان تحسبان لهم حساباً خاصاً في تعاملهما معهم، ففي الوقت الذي كانت فيه تتحالف مع هذا الطرف العربي أو تتقرب إلى ذاك، كانت تمارس سياسة التفرقة والتهجير للقبائل العربية بغية تفتيت وحدتها وإضعافها أحياناً، أو تلجأ إلى أسلوب العنف والقوة للحدِّ من قوتها ونفوذها أحياناً أخرى، ولكن العرب المسلمين بفضل وحدتهم وإيمانهم برسالتهم تمكنوا في مطلع القرن السابع الميلادي من دحر هاتين الدولتين وتحرير الأرضي العربية، فكان الانتصار في معركتي القادسية واليرموك بداية لمرحلة جديدة في حياة العرب والعالم.
وقد حررت معظم مدن الجزيرة الفراتية صلحاً على يد القائد عياض بن غنمt سنة 18ه/639م، وهو ما كان يؤكد المستوى الحضاري الذي كان عليه أهل الجزيرة ورغبتهم في الحياة الآمنة والتحرر من النفوذ الأجنبي، كما كان ذلك استجابة للسياسة الإسلامية والمبادئ السامية التي حملها الفاتحون، وجسدت بعض جوانبها معاهدات الصلح التي أبرمها الفاتحون مع أهل الجزيرة، فكانت هذه المعاهدات تعبيراً عن روح العدالة والتسامح والاحترام التي جاء بها الاسلام الحنيف تجاه معتنقي الأديان الأخرى.
من خلال البحث في موضوع الجزيرة الفراتية تبين أنها كانت إقليماً مستقلاً بذاته اقتصادياً واجتماعياً وإدارياً وعسكرياً، فعلى الرغم من الطبيعة الجغرافية الواحدة لبلاد الشام إلا أن الجزيرة الفراتية كان لها كيانها المستقل، كما أن الجزيرة شكلت بوابة اتصال بين الدولة الإسلامية والدول الأخرى كأرمينيا وأذربيجان وما نتج عن هذا الاتصال التجاري من اتصال حضاري وثقافي وتبادل خبرات وحدوث اختلاط سكاني بين المنطقتين.
ويلاحظ من خلال الدراسة تميز الجزيرة الفراتية بطبيعتها السكانية من مسلمين ونصارى من عرب وسريان وأكراد ويهود، وشهدت الجزيرة الفراتية حركة عمرانية واسعة بعد الفتوحات الإسلامية وما كان من تأثير الفتوحات الإسلامية على المنطقة تمثلت بإنشاء مدن مثل الرافقة وجزيرة ابن عمر وغيرها من المدن التي قاموا بتوسيعها وإضافة منشآت عديدة شغلت دوراً اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً مهماً.
ونتج عن استقرار القبائل العربية في الجزيرة الفراتية بعد الفتح أن تداخلت مساكنها، وكان لهذا التداخل أثر كبير على الاستقرار في الجزيرة، إذ أدى إلى صراع كبير بين قبيلتي قيس وتغلب، وكان له أثر على الوضع العسكري في منطقة الثغور، فقد أدى انشغال المسلمين بحروبهم الداخلية إلى سحب بعض المرابطين للاستعانة بهم، فاستغل البيزنطيون ذلك، وتمكنوا من إعادة سيطرتهم على بعض الثغور والحصون الجزرية. من ذلك: أن الحروب التي وقعت بين قيس وتغلب، وما قامت به قيس من الاستعانة ببعض المرابطين من رجالها أدى إلى استيلاء البيزنطيين على قلعة كمخ.
وقد خلصت الدراسة إلى عدد من النتائج المهمة نوجزها على النحو الآتي:
– يراد بالجزيرة الفراتية العليا المنطقة الشمالية بين نهري دجلة والفرات وهي تركيا حالياً.
– فتحت أرض الجزيرة الفراتية على عهد الخليفة عمر بن الخطابt سنة 18هـ/639م إما صلحاً أو حرباً.
– مثَّلت الجزيرة الفراتية في العصر الأموي ولاية قائمة بذاتها ضمت ثلاثة كور هي: ديار بكر، ومضر، وربيعة. وتمتعت بأهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة بالنسبة للدولة الأموية، بحكم موقعها المتوسط بين العراق والشام وأرمينية، وكذلك بحكم مواردها الطبيعية والزراعية فضلاً عن أنها واحدة من أغنى الأمصار الإسلامية من حيث الموارد المالية التي وفرتها لبيت المال.
– كما تبين من خلال البحث أنه كان للقبائل القاطنة في أرض الجزيرة أثر كبير في صياغة الأحداث السياسية في الإقليم. فقد كان يسكن الإقليم قبائل عدة وأهمها الآتي:
أ- قبيلة قيس ب- قبيلة تغلب ج- قبيلة بكر بن وائل.
– هذا البحث عن الجزيرة الفراتية يُظهر انتماء هذا المصر للأرض العربية، ويؤكد موقعه الاستراتيجي، وأهميته في ضمان حدود الأمة الإسلامية، وحمايتها.
قائمة المصادر والمراجع:
1ـــــ ابن حزم الأندلسي، علي بن أحمد بن سعيد، جمهرة أنساب العرب، تحقيق: عبدالسلام هارون، دار المعارف، القاهرة، ط5، د.ت
2ـــــ ابن شداد، عز الدين أبو عبدالله محمد بن علي بن إبراهيم (ت:684ه/1285م)، الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة، تحقيق: يحيى زكريا عبارة، منشورات وزارة الثقافة، دمشق،1411ه/١٩٩١م، ج٣، ق١.
3ـــــ ابن شداد، عز الدين أبو عبدالله محمد بن علي بن إبراهيم(ت:684ه/1285م)، الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة، تحقيق: يحيى زكريا عبارة، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، 1411ه/١٩٩١م.
4ـــــ ابن قتيبة، عبدالله بن مسلم، المعارف، تحقيق: ثروت عكاشة، دار المعارف، القاهرة، ، ط4، د.ت.
5ـــــ أبو العباس أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، فتوح البلدان، تحقيق:عبدالله أنيس الطباع وعمر أنيس الطباع، بيروت، مؤسسة المعارف، 1407ه/1987م.
6ـــــ أبو الفداء، المؤيد عماد الدين إسماعيل بن محمد بن عمر (ت:732هـ/1331م)، تقويم البلدان،
دار الطباعة السلطانية، باريس، 1246ه/1830م.
7ـــــ الإصطخري، أبو إسحاق إبراهيم بن محمد (ت:٣٤٠ه/٩٥١ م)، مسالك الممالك، مدينة ليدن الهولندية، مطبعة بريل، 1346ه/1927م.
8ـــــ البغدادي، صفي الدين عبد المؤمن ابن عبد الحق(ت:739ه/1339م)، مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع، تحقيق:علي محمد البجاوي، دار الجيل، بيروت، ط1، 1412ه/1992م.
9ـــــ الخرعان، عبدالله بن عبدالرحمن بن زيد، إقليم الجزيرة الفراتية في عهد الدولة الأموية، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية العلوم الاجتماعية، قسم التاريخ، 1409ه/1989م.
10ـــــ شميساني، حسن، مدينة ماردين من الفتح العربي إلى سنة 1515م/921ه، دار عالم الكتب، بيروت، ط1، 1407ه/1987م.
11ـــــ علي، جواد، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، دار العلم للملايين، بيروت، 1400ه/1980م
12ـــــ عمر رضا كحالة، معجم قبائل العرب القديمة والحديثة، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط8، 1418ه/١٩97م.
13ـــــ القلقشندي، أبو العباس شهاب الدين أحمد بن علي بن أحمد( ت:821 هـ /1418م)، صبح الأعشى في صناعة الإنشا، دار الكتب المصرية، القاهرة، 1340ه/1922م، ج4، المقالة الثانية.
14ـــــ القلقشندي، أبو العباس شهاب الدين أحمد بن علي بن أحمد(ت:821 هـ/1418م)، نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، تحقيق:إبراهيم الأبياري، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط2، 1400ه/1980م.
15ـــــ القلقشندي، أبو العباس شهاب الدين أحمد بن علي بن أحمد، قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان، تحقيق: إبراهيم الأبياري، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط1، 1402ه/1982م.
16ـــــ الكعبي، عبد الحكيم، الجزيرة الفراتية وديارها العربية، دمشق، صفحات للنشر، ط1، 1430ه/2009م.
17ـــــ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة العربية، دار الفكر، دمشق، ط1، 1422ه/2002م.
18ـــــ المقدسي، شمس الدين أبو عبد الله محمد (ت:380ه/990م)، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، مدينة ليدن الهولندية، مطبعة بريل، ط2، 1324ه/1906م.
19ـــــ النصيبي، أبو القاسم بن حوقل( ت: ٣٦٧ ه/٩٧٧م)، صورة الأرض، دار مكتبة الحياة، بيروت، 1412ه/١9٩2م.
20ـــــ الهمداني، الحسن بن أحمد ابن يعقوب ، صفة جزيرة العرب، تحقيق: محمد الحوالي، صنعاء، مكتبة الإرشاد، ط1، 1410ه/1990م.
21ـــــ ياقوت الحموي، بن عبد الله الرومي (ت: ٦٢٦ه/١٢٢٩م)، معجم البلدان، دار صادر، بيروت، 1397ه/1977م.
[1])) ابن شداد، عز الدين أبو عبدالله محمد بن علي بن إبراهيم(ت:684ه/1285م)، الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة، تحقيق: يحيى زكريا عبارة، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، 1411ه/١٩٩١م.ج٣، ق١، ص ٤٠.
([2])ياقوت الحموي، بن عبد الله الرومي (ت: ٦٢٦ه/١٢٢٩م)، معجم البلدان، دار صادر، بيروت، 1397ه/1977م، ج٢، ص ١٣٤.
([3])القلقشندي، أبو العباس شهاب الدين أحمد بن علي بن أحمد(ت:821 هـ/1418م)، نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، تحقيق:إبراهيم الأبياري، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط2، 1400ه/1980م، ص ١87.
([4]) شميساني، حسن، مدينة ماردين من الفتح العربي إلى سنة 1515م/921ه، دار عالم الكتب، بيروت، ط1، 1407ه/1987م ، ص56-57.
([5]) القلقشندي، أبو العباس شهاب الدين أحمد بن علي بن أحمد، قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان، تحقيق: إبراهيم الأبياري، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط1، 1402ه/1982م، ص132.
([6]) شميساني، مدينة ماردين، ص58.
([7])أبو العباس أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، فتوح البلدان، تحقيق:عبدالله أنيس الطباع وعمر أنيس الطباع، بيروت، مؤسسة المعارف، 1407ه/1987م، ص238.
([8]) البلاذري، المصدرنفسه، ص245.
([9]) البلاذري، المصدرنفسه، ص465.
[10])) أبو الفداء، المؤيد عماد الدين إسماعيل بن محمد بن عمر (ت:732هـ/1331م)، تقويم البلدان،
دار الطباعة السلطانية، باريس، 1246ه/1830م، ص٢٧٣. الإصطخري، أبو إسحاق إبراهيم بن محمد (ت:٣٤٠ه/٩٥١ م)، مسالك الممالك، مدينة ليدن الهولندية، مطبعة بريل، 1346ه/1927م، ص71. ابن قتيبة، عبدالله بن مسلم، المعارف، تحقيق: ثروت عكاشة، دار المعارف، القاهرة، ، ط4، د.ت، ص5.
[11])) ابن شداد، عز الدين أبو عبدالله محمد بن علي بن إبراهيم (ت:684ه/1285م)، الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة، تحقيق: يحيى زكريا عبارة، منشورات وزارة الثقافة، دمشق،1411ه/١٩٩١م، ج٣، ق١، ص٣٩.
[12])) النصيبي، أبو القاسم بن حوقل( ت: ٣٦٧ ه/٩٧٧م)، صورة الأرض، دار مكتبة الحياة، بيروت، 1412ه/١9٩2م، ص١٨٩، ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي (ت: ٦٢٦ه/١٢٢٩م)، معجم البلدان، دار صادر، بيروت، 1397ه/1977م، ج2، ص134.
([13]) مجموعة من المؤلفين، الموسوعة العربية، دار الفكر، دمشق، ط1، 1422ه/2002م، ج7، ص597.
[14])) أبو الفداء، تقويم البلدان، ص٢٧٣.
[15])) ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج2، ص134.
[16])) شميساني، مدينة ماردين، ص14.
[17])) المَوصِل: بالفتح وكسر الصاد: المدينة المشهورة العظيمة إحدى قواعد بلاد الإسلام قليلة النظير كبراً وعظماً وكثرة خلق وسعة رقعة فهي محط رحال الركبان ومنها يقصد إلى جميع البلدان فهي باب العراق ومفتاح خراسان ومنها يقصد إلى أذربيجان. قالوا وسميت الموصل لأنها وصلت بين الجزيرة والعراق وقيل وصلت بين دجلة والفرات وقيل لأنها وصلت بين بلد سنجار والحديثة وقيل بل الملك الذي أحدثها كان يسمى الموصل. ياقوت الحموي، معجم البلدان،ج5، ص223-224.
([18]) سنجار: مدينة مشهورة من نواحي الجزيرة بينها وبين الموصل ثلاثة أيام وهي في لحف جبل عال ويقولون إن سفينة نوح عليه السلام لما مرت نطحته فقال نوح: هذا سنُّ جبلٍ جار علينا فسميت سنجار، قال ابن الكلبي: إنما سميت سنجار وآمد وهيت باسم بانيها. المصدر نفسه، ج3، ص262.
[19])) جزيرة ابن عمر: بلدة فوق الموصل بينهما ثلاثة أيام ولها رستاق مخصب واسع الخيرات وأحسب أن أول من عمرها الحسن بن عمر بن خطاب التغلبي وكانت له امرأة بالجزيرة وذكر قرابه سنة 250ه، وهذه الجزيرة تحيط بها دجلة إلا من ناحية واحدة شبه الهلال. ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج٢، ص138.
[20])) نصيبين: هي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام ،المصدر نفسه، ج5، ص288. وقد وصفها ابن حوقل فقال هي من أجل بقاع الجزيرة وأحسنها. ابن حوقل، صورة الأرض، ص191. وهي تقع في جنوب تركيا حاليا مقابل مدينة القامشلي في الجانب السوري.
[21])) رأس العين: مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة تقع بين حران، ودنيسر، ونصيبين، ياقوت الحموي، معجم البلدان،ج3، ص14.
[22])) ماردين: قلعة مشهورة على قنة جبل الجزيرة مشرفة على دنيسر ودارا، ونصيبين، وذلك الفضاء الواسع وقدامها ربض عظيم فيه أسواق كثيرة وخانات، ومدارس، وربط، وخانقاهات، ودورهم فيها كالدرج كل دار فوق الأخرى، وكل درب منها يشرف على ما تحته من الدور ليس دون سطوحهم مانع، وعندهم عيون قليلة الماء وجل شربهم من صهاريج معدة في دورهم والذي لا شك فيه أنه ليس في الأرض كلها أحسن من قلعتها ولا أحصن ولا أحكم، البغدادي، صفي الدين عبد المؤمن ابن عبد الحق(ت:739ه/1339م)، مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع، تحقيق:علي محمد البجاوي، دار الجيل، بيروت، ط1، 1412ه/1992م، ج3، ص1219. ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج5، ص39.
([23])آمد: أعظم مدن ديار بكر وأجلها قدرا وأشهرها ذكراً وآمد بلد قديم حصين ركين مبني بالحجارة السود على نهر دجلة محيطة بأكثره مستديرة به كالهلال. المصدر نفسه،ج٢، ص56. ابن حوقل، صورة الأرض، ص201. وهي اليوم في عداد الأراضي التركية.
[24])) ميَّافارقين: أشهر مدينة بديار بكر، ومعنى اسم ميّافارقين (مَيّا) اسم الأودية (وفارقين) اسم امرأة بنتها فكأنهم يقولون أودية فارقين، ابن شداد، الأعلاق الخطيرة، ج٣، ق١، ص260. وتقع اليوم في تركيا واسمها حالياً سيلفان(silvan).
[25])) الرقة: هي مدينة مشهورة على الفرات بينها وبين حران ثلاثة أيام معدودة في بلاد الجزيرة لأنها من جانب الفرات الشرقي. ياقوت الحموي، معجم البلدان،ج3، ص59.
[26])) الرها: مدينة بالجزيرة بين الموصل والشام بينهما ستة فراسخ سميت باسم الذي استحدثها وهو بالرهاء بن البلندى ابن مالك بن دعر، المصدر نفسه،ج3، ص106. وبعد ذلك سميت بأورفا أيام العثمانيين.
[27])) ملطية: بلدة مشهورة من بلاد الروم وهي تتاخم بلاد الشام وهي للمسلمين وثغر من ثغورهم. المصدر نفسه،ج5، ص192.
[28])) سُمَيسَاط: مدينة على شاطئ الفرات الغربي في طرف بلاد الروم. المصدر نفسه، ج3، ص258.
[29])) القلقشندي، أبو العباس شهاب الدين أحمد بن علي بن أحمد( ت:821 هـ /1418م)، صبح الأعشى في صناعة الإنشا، دار الكتب المصرية، القاهرة، 1340ه/1922م، ج4، المقالة الثانية، ص314.
[30])) ابن حوقل، صورة الأرض، ص191.
([31]) المقدسي، شمس الدين أبو عبد الله محمد (ت:380ه/990م)، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، مدينة ليدن الهولندية، مطبعة بريل، ط2، 1324ه/1906م، ص١36.
[32])) ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج1، ص92.
[33])) المصدر نفسه، ج1، ص238.
[34])) ابن شداد، الأعلاق الخطيرة، ج3، ق1، ص4.
[35])) الخرعان، عبدالله بن عبدالرحمن بن زيد، إقليم الجزيرة الفراتية في عهد الدولة الأموية، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية العلوم الاجتماعية، قسم التاريخ، 1409ه/1989م، ص5.
[36])) ابن شداد، الأعلاق الخطيرة، ج 3، ق1، ص40، المقدسي، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، ص137. شميساني، مدينة ماردين، ص15.
[37])) بكر: قبيلة عظيمة من العدنانية تنسب إلى بكر بن وائل ابن قاسط بن هنب بن أقصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، عمر رضا كحالة، معجم قبائل العرب القديمة والحديثة، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط8، 1418ه/١٩97م، ج1، ص93.
[38])) ربيعة: حي من مضر من العدنانية، وهم بنو ربيعة بن نزار بن مضر، المصدر نفسه، ج ٢، ص٤٢٤. ابن حزم الأندلسي، علي بن أحمد بن سعيد، جمهرة أنساب العرب، تحقيق: عبدالسلام هارون، دار المعارف، القاهرة، ط5، د.ت، ص10.
[39])) مضر: قبيلة عظيمة من العدنانية نسبة إلى مضر بن نزار بن معد بن عدنان وامتدت ديارها بالقرب من شرقي الفرات نحو حران والرقة وشمشاط وكانت ديارهم بالجزيرة بين دجلة والفرات، ابن حزم، المصدر نفسه، ج3، ص1107. الحسن بن أحمد ابن يعقوب الهمداني، صفة جزيرة العرب، تحقيق: محمد الحوالي، صنعاء، مكتبة الإرشاد، ط1، 1410ه/1990م، ص75.
([40]) حصن كيفا: بلدة مشرفة على دجلة، بين آمد وجزيرة ابن عمر، ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج2، ص265، وهي عبارة عن قلعة عظيمة وحصينة، ابن حوقل، صورة الأرض، ص202. والشائع الآن من اسمها في تركيا “حسن كيف”.
([41]) أرزن: مدينة مشهورة قرب خلاط ولها قلعة حصينة وكانت من أعمر نواحي أرمينيا وقد عدَّ قومٌ أرزن من أطراف ديار بكر مما يلي الروم وقوم يعدونها من نواحي الجزيرة، ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج١، ص١٥٠.
([42]) ابن شداد، الأعلاق الخطيرة، ج٣، ق١، ص٦.
[43])) دارا: بلدة بين نصيبين وماردين، وهي ذات بساتين ومياه جارية. ياقوت الحموي، معجم البلدان،ج2، ص418. وهي في تركيا.
[44])) كفرتوثا: قرية كبيرة من أعمال الجزيرة بين دارا ورأس العين. المصدر نفسه، ج4، ص468.
[45])) بَلَدْ: مدينة فوق الموصل على دجلة، وهي ذات مزارع كثيرة، المصدر نفسه، ج2، ص481.
([46]) أذرمة: من ديار ربيعة قرية قديمة، وفيها نهر يشقها وينفذ إلى آخرها وعليه في وسط المدينة قنطرة معقودة بالصخر والجص وعليه رحى ماء، المصدر نفسه، ج1، ص132.
[47])) دنيسر: بلدة عظيمة مشهورة من نواحي الجزيرة قرب ماردين بينهما فرسخان، ولها اسم آخر يقال لها قوج حصار، المصدر نفسه، ج2، ص478.
[48])) الخابور: اسم لنهر كبير بين رأس عين والفرات من أرض الجزيرة وهو ولاية واسعة وبلدان جمة غلب عليها اسمه فنسبت إليه من البلاد قرقيسياء وماكسين والمجدل وعربان، وأصل هذا النهر من العيون التي برأس عين وينضاف إليه فاضل الهرماس ومد، وهو نهر نصيبين فيصير نهراً كبيرا ويمتد فيسقي هذه البلاد ثم ينتهي إلى قرقيسياء فيصب عندها في الفرات. المصدر نفسه، ج2، ص334.
[49])) ابن شداد، الأعلاق الخطيرة،ج3، ق١، ص٥.
[50])) حرّان: مدينة مشهورة من جزيرة أقور وهي على طريق الموصل والشام. وقيل إن أول من بناها هاران أخو إبراهيم عليه السلام، وكانت منازل الصابئة، وعلا شأنها في عهد مروان بن محمد. ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج2، ص234. وهي اليوم في عداد الأراضي التركية.
[51])) سروج: بلدة قريبة من حران من ديار مضر. المصدر نفسه، ج3، ص216. وتقع في الأراضي التركية.
[52])) قرقيسيا: بلد على نهر الخابور عند مصب في نهر الفرات. المصدر نفسه، ج4، ص428.
[53])) بالس: بلد بين حلب والرقة وكانت على ضفة الفرات الغربية. المصدر نفسه، ج1، ص328.
[54])) هيت: سميت بذلك لأنها هوة في الأرض، هي بلدة على الفرات فوق الأنبار مجاورة للبرية، المصدر نفسه، ج5، ص420.
[55])) عانة: بلد مشهور بين الرقة وهيت، وهي مشرفة على الفرات. المصدر نفسه، ج4، ص72.
[56])) ابن شداد، الأعلاق الخطيرة،ج3، ق١، ص6. الإصطخري، مسالك الممالك، ص53.
([57]) ابن حوقل، صورة الأرض، ص189.
[58])) ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج٢، ص134.
([59]) الكعبي، عبد الحكيم، الجزيرة الفراتية وديارها العربية، دمشق، صفحات للنشر، ط1، 1430ه/2009م، ص49-50.
([60]) ياقوت، معجم البلدان، ج2، 267.
[61])) العمري، الجزيرة الفراتية من الفتح الإسلامي حتى نهاية الدولة الأموية، ص53-54.
([62]) علي، جواد، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، دار العلم للملايين، بيروت، 1400ه/1980م، ج2، ص604.
([63]) المرجع نفسه، ج2، ص600.
([64]) المرجع نفسه، ج2، ص606.
[65])) العمري، الجزيرة الفراتية من الفتح الإسلامي حتى نهاية الدولة الأموية، ص56.
[66])) المصدر نفسه، ص57-58.
[67])) البكري، معجم ما استعجم، ج1، ص22-23.
[68])) المصدر نفسه، ج1، ص71.
[69])) المصدر نفسه، ج1، ص85-86.
[70])) ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج2، ص494.
[71])) البكري، معجم ما استعجم، ج1، ص85-86.
([72]) الكعبي، الجزيرة الفراتية وديارها العربية، ص123.
[73])) البكري، معجم ما استعجم، ج1، ص86.
[74])) المصدر نفسه، ج1، ص87.
([75]) الكعبي، الجزيرة الفراتية وديارها العربية، ص60-61.
[76])) البكري، معجم ما استعجم، ج1، ص86.
([77]) الكعبي، الجزيرة الفراتية وديارها العربية، ص62.
([78]) المرجع نفسه، ص63.
[79])) البكري، معجم ما استعجم، ج1، ص85-86.
[80])) المصدر نفسه، ج1، ص52-53.
[81])) المصدر نفسه، ج1، ص20-22.
[82])) المصدر نفسه، ج1، ص85.
[83])) المسعودي، التنبيه والإشراف، ص189-190.
[84])) البكري، معجم ما استعجم، ج1، ص70-71.([85]) الكعبي، الجزيرة الفراتية وديارها العربية، ص61.