“داهمت الشرطة التركية شركة يعمل ” عبود” بها واحتجزته مع زملائه السوريين”، هكذا اختزلت والدة الفتى الذي يبلغ من العمر 18 عاما قصة الحملة الضخمة ضد اللاجئين السوريين في احياء إسطنبول.

قالت “أم عبود” إن عشرات من سيارات الشرطة والحافلات والدراجات النارية انتشرت في حي “يوزل” بحثا عن السوريين المخالفين، وسط تشجيع وارتياح من السكان المحليين لهذه الإجراءات.



وتأتي هذه الاعتقالات في اطار حملة ترحيل كبيرة مستمرة منذ أسبوعين شملت مناطق عدة في إسطنبول وبورصا وغيرها من ولايات الغرب والجنوب التركي حيث يقيم مئات آلاف اللاجئين السوريين.


تقول “أم عبود” عن الشرطة في البداية احتجزوا ابنها الأصغر قبل أن يتركوه لان عمر 15 عاما فقط، فحاولت الاتصال بابنها الأكبر لتحذيره، لكنه أخبرها بأن الشرطة ألقوا القبض عليه ويجب أن يصعد إلى الحافلة، وطلب منها ارسال بطاقة الحماية المؤقتة لعدم قبول الشرطة بالصورة عنها، منوهة إلى ” انها كانت خائفة وأطفالها الصغار شرعوا بالبكاء وفض صاحب العمل مساعدتها”.

فشلت “أم عبود” في اللحاق بابنها البكر والذي تعتمد عليه لإعالتها واخوته وجميعهم أطفال تحت سن 18 عاما، فتقول: “لم استطع أغمض عيني حتى وصلتني رسالة في اليوم التالي على تطبيق واتساب من هاتف ابني يخبرني فيها أنهم ينقلونه مع زملائه إلى سيواس” وهي وسط البلاد.

تدعو السيدة، الله أن يكون الحظ إلى جانب ولدها ويترك في ولاية شانلي أورفة حيث كانوا يقطنون قبل أن ينتقلوا إلى إسطنبول قبل عامين بحثا عن عمل مثل آلاف العائلات السورية.

وكان وزير الداخلية التركي علي يرليكايا أطلع رئيس بلاده رجب طيب أردوغان على التدابير الجديدة بشأن مكافحة الهجرة غير الشرعية وطالبي اللجوء، وهي واحدة من أكثر المطالب إلحاحا أثناء الانتخابات الرئاسية وبعدها البلدية.

وقالت مصادر في حزب العدالة والتنمية، حسب موقع haber 7 التركي: إنه سيتم تسريع عودة اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا كضيوف بسبب الحرب إلى بلدهم.

وأشارت إلى ضرورة الانتهاء من بناء منازل أسمنتية في المناطق “الآمنة” (درع الفرات، غصن الزيتون، نبع السلام) في أقرب وقت ممكن، منوهة إلى إحراز تقدم في المحادثات مع حكومة دمشق حول هذه القضية.


ورحل الأتراك أكثر من ألف ومئة شخص خلال الشهر الجاري  عبر معبر تل أبيض الحدودي ونحو ألف وخمسمئة الشهر الماضي.

وبلغ عدد المرحلين خلال شهر حزيران الماضي، قرابة ألف لاجئ عبر بوابة باب الهوى شمال  إدلب، في حين بلغ عدد المرحلين عن منذ مطلع العام الحالي أكثر من ستين ألف لاجئ.



وتقول بيانات جمعية اللاجئين: “إنه اعتبارا من 21 يوليو 2022م، بلغ عدد السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة المسجلين 3 ملايين و 651 ألفا و 428 شخصا، وفي بيانها الأخير فإنه اعتبارا من 13 تموز 2023م، انخفض عدد السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة المسجلين في تركيا بمقدار 321 ألفا و 912 شخصا مقارنة بالعام الماضي وأصبح العدد الإجمالي 3 ملايين و 329 ألفا و 516 شخصا.


وحسب جمعية اللاجئين، انخفض عدد السوريين المسجلين بمقدار 184,260 منذ بداية العام الحالي.