علي المرسومي

استفادت ميليشيات إيرانية وعراقية على مدى ثلاث سنوات من وقوع “البوكمال” تحت سيطرتها بعد هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) لإدارة عمليات تهريب تشمل المواشي والسلاح والمخدرات في المنطقة القريبة من الحدود العراقية شرق دير الزور.

وانتشرت عناصر ميليشيات “الحشد الشعبي العراقي وزينبيون وفاطميون وحزب الله” وغيرها من الميليشيات الموالية لإيران إلى جانب قوات النظام، لكن أحداها برزت تحت اسم “لواء الطفوف” (تأسيس في آب 2016) الذي يقوده “قاسم مصلح” قائد عمليات الأنبار لميليشيات “الحشد الشعبي” العراقي.

وتشرف هذه الميليشيا “الشيعية” بالتعاون مع عناصر من حركة النجباء و حزب الله العراقي على تهريب المواد المخدرة و بالأخص الكبتاغون حيث تشرف هذه الألوية على حماية قوافل المهربين وخاصة مهربي الأغنام والأسلحة.
وعلى اعتبار أن قائد هذا اللواء واسمه الكامل “قاسم محمود كريم” يتمتع بدعم “المتولي الشرعي للعتبة الحسينية” ويقود فصائل “الحشد الشعبي” بعمليات محور غرب الأنبار، فلا وجود له بمدينة البوكمال، بل يظهر كمسيطر على معبر البوكمال -القائم من الجهتين إضافة إلى معابر التهريب في المنطقة.

ويرسل “لواء الطفوف” جزءا من الأموال التي يحصلها من الإتاوات والرشى إلى المسؤولين عن “العتبة الحسينية” جنوب العراق الاتاوات والرشاوى من قوافل التهريب و تجارة المخدرات، وهنا يظهر الولاء بشكل أكبر للمرجعيات أكثر من “الحرس الثوري الإيراني”.

وكلفت هيئة الحشد الشعبي قاسم مصلح بقيادة عمليات محور غرب الأنبار بالتزامن مع إعلان النظام وروسيا وإيران معركة لاستعادة دير الزور من عناصر التنظيم في أيلول 2017 م.

والمصلح مقرب من نائب قائد الحشد الشعبي مهدي المهندس والإيراني قاسم سليماني، اللذين قتلا بغارة أمريكية في بغداء مطلع العام الماضي، بعد فترة من النشاط بقيادة الميليشيات في “البوكمال” وما يليها من مناطق عراقية.

وقاسم مصلح، معجب بتركيز صدام حسين على الأمن الداخلي رغم سجنه في عهده بسبب اشتراكه بالانتفاضة الشعبانية في كربلاء، وبعدها شغل منصب معاون قسم حفظ النظام في “العتبة الحسينية” المقدسة عند الشيعة، ثم اسس قوة عسكرية بحجة حماية “المراقد المقدسة” قبل اعلان فتوى المرجعيات الشيعية لتشكيل الحشد الشعبي فأسس “لواء علي الأكبر” للقتال في “جرف الصخر” ضد التنظيم.


وكلف قاسم بقيادة “لواء الطفوف” بمباركة “عبد المهدي الكربلائي” لذا يعتبر أن “لواء الطفوف” الذي أسسه تابع أولا لـ “العتبة الحسينية”.

واشترك بعدة معارك في “سامراء و بيجي ومكحول و الموصل ثم في الأنبار” بعضها بقرى محاذية للحدود العراقية -السورية، حيث عمل على إنشاء “معسكر الامام الحسين” و معمل تصليح الاليات وتصفيحها ومعهد للدروع.

وتنتشر هذه الميليشيا بشكل أساس على الساتر الحدود مع سوريا وفي مدن “الرمادي والقائم وعكاشات ومطار(H3) ويبلغ تعدادها حسب تصريحات قادتها 30 ألف مسلح.