توفي وزير الثقافة السوري الأسبق رياض عصمت، بمدينة شيكاغو الأميركية، حيث كان يقيم ويعمل أستاذاً زائراً في جامعة “نورث ويست” منذ 2012، متأثّراً بمضاعفات إصابته بفايروس كورونا الجديد (كوفيد 19)، عن عمر يناهز 73 عاما.

وُلد المسرحي والقاص عصمت في دمشق ودرس في جامعتها الأدب الإنكليزي 1968، وبرز اسمه في مجال كتابة القصة إلى جانب تجاربه في الإخراج والمسرح، ظهرت موهبته المسرحية على مقاعد الدراسة من خلال مشاركته في مسرحية شكسبير “جعجعة بلا طحن” عام 1967، لتثمر علاقته مع المسرح بإخراج أول عمل له عام 1972.
التحق عصمت بـ”جامعة كارديف” الويلزية، وفيها تابع دراسته المسرحية متخصّصاً بـ “تدريب الممثل” عام 1982، ثم حصل على درجة الدكتوراه من أميركا في الفنون المسرحية عام 1988.


ألّف عصمت نحو 35 عملا في القصة والنقد والمسرح، ومن مسرحياته: “ليالي شهريار”، و”الحداد يليق بأنتيغون”، و”عبلة وعنتر”، و”السندباد”، و”لعبة الحب والثورة”، و”جمهورية الموز”، و”بحثاً عن زنوبيا” و”ماتا هاري”، وفي مجال الكتب النقدية صدر له “بقعة ضوء”، و”شيطان المسرح”، و”البطل التراجيدي في المسرح العالمي” وغيرها.
اقتبس عصمت من الأدب العالمي وقدم نصوصاً كانت في مجموعها من أبرز أعمال الدراما التلفزيونية السورية في التسعينيات من القرن المنصرم، منها “المجهول” المقتبس عن عمل لأغاثا كريستي، إضافة إلى مسلسلي “قصص الغموض”، و”تاج من شوك” المستلهمان من قصة لشكسبير، و”جلد الأفعى”، و”هولاكو”.
أوكل لعصمت العديد من المناصب الثقافية منها عمادة “المعهد العالي للفنون المسرحية”، وشغل منصب المدير العام لـ”الهيئة العام للإذاعة والتلفزيون”، ومعاوناً لوزير الثقافة، ثم أصبح سفيراً لسوريا في قطر وباكستان، قبل أن يصبح وزيراً للثقافة ما بين عامي 2010 و2012، ليغادر بعد ذلك إلى أوروبا ومنها إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث استقرّ في مدينة شيكاغو.

انقسام عقب الوفاة


انقسم المعارضون على أنفسهم ودار جدل المثير للاهتمام بعد إعلان وفاة عصمت أيضاً، فنعاه وزير الثقافة الأسبق رياض نعسان آغا، وكتب على صفحته في “فيسبوك”: “القلب يبكيك يا رياض عصمت ، يا صديق العمر” وسرد كيف كانا صديقين على مدى خمسة عقود و كيف أخبره بإصابته بالمرض، حين قال : “أحسب أنك سترثيني .. قلت : لاتقلها ، ولن أكلفك أن ترثيني إن مت قبلك ، فأنا من المغضوب عليهم ، وقد يُعاقب من يترحم علي “. ممارسة فعل الاعتصام داخل بهو أكاديمية فنية في دولة لا تعرف إلا الرأي الواحد، ولا يسمح فيها إلا بتعبيرات تضعها الإدارة السياسية في حزب البعث “.

وأشار إلى أن تعدد المناصب التي أوكلت إليه، كانت بترشيح من عتاة الإجرام المخابراتي في سوريا ، ونتيجة علاقته الوطيدة معهم .

واستذكر لحظة تعيينه مديراً للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ، حين أصدر تعميماً شفهياً يمنع بموجبه كلَّ النساء العاملات في الهيئة من دخول مكتبه، على مبدأ بعّد عن الشر وغنيلو !!

المصدر: دجلة نت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *