“كل الليل ماني نايمة…عم اتوجع”…. بهذه الكلمات اختصرت الطفلة السورية “شام” معاناة آلاف الأشخاص ممن علقوا تحت ركام منازلهم خلال اليوم الأول بعد الزلزال المدمر، وهم ينتظرون من يساعدهم.



صور الطفلة شام (10سنوات)، وهي عالقة تحت الأنقاض بجوار شقيقها بين لوحين خرسانيين في أرمناز شمالي إدلب، جسدت معاناة آلاف الأطفال في تلك الليلة الرهيبة وكشفت عن أهوال الزلزال الذي دمر 14 محافظة في تركيا وسوريا، وحصد أرواح أكثر من 25 ألف شخص وجرح قرابة 100 ألف معظمهم في تركيا.

(7) Watch | Facebook



خلال انتشال الطفلة من تحت الأنقاض حية بعد يوم كامل من الزلازل، وضع فريق الإنقاذ المحليون السيروم المغذي في ذراعها لمعالجة كتل الاسمنت حيث علقت أقدامها بعد ان سحبوا شقيقها الذي علق هو الأخر تحت السقف المنهار، وكان ينادي طوال الوقت لفرق الإنقاذ.


كانت “شام” تتحدث بعفوية رغم ألمها المستمر على مدار يوم كامل، كما قالت، وطلبت من رجال الدفاع المدني بعض الماء لأن الماء نفد في المنزل، فوعدوها بالماء والعصير بعد إخراجها، ثم حاول رجال الإنقاذ بعد انقاذ أفراد عائلتها إلهائها عن الألم الذي تشعر به فطلبوا منها ان تغني “ياشام انت شامنا” وبعد ترديدها كلمتين قالت: أنها لا تستطيع الغناء، فطرحت عليهم لغزا.



رجال الإنقاذ المحليون نجحو بتحرير قدميها وسحبوا الطفلة ضمن نفق احدثوه تحت السقف المنهار، فخرجت وهي تتحدث، وسط هتافات المنقذين والسكان “ألله أكبر.. ألله أكبر” لنجاح عملية الإنقاذ بعد ساعات من إخراج الشاب العالق بجوارها، بعد أن تحول ضياء النهار إلى عتمة ليل شديد البرودة.


ذكر الدفاع المدني إن “شام” التي كانت تغني لحن الحياة تحت الأنقاض تمكنت فرقه من إنقاذها مساء الثلاثاء 7 شباط من تحت ركام منزلها هي وأفراد من عائلتها في بلدة أرمناز بريف إدلب.



ونشرت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني) في اليوم ذاته، مقطع فيديو يظهر رجال إنقاذ ينتشلون طفلة أخرى اسمها “شام” تعرضت لإصابات، وعلقت المنظمة: قصة إنقاذ أسطورية جديدة….وبطلتها طفلة اسمها “شام” أيضاً وتلك ليست بمجرد صدف أن تتشابه الظروف والأسماء…فرقنا أنقذت شام وأشقاءها زيد وراما من تحت أنقاض منزلهم في قرية ملس غربي إدلب، كنا نتمنى أن تكون أمهم معهم ولكن الموت سبقنا إليها.

40 ساعة مرت قبل عملية الإنقاذ



يوم الجمعة، في مؤتمر صحفي أعلن الدفاع المدني، الذي عايش القصص المأساوية للزلزال، ان مرحلة العثور على أحياء انتهت وبدات مرحلة انتشال جثث الضحايا، الذين فاق عددهم في عموم سوريا 4487 وفاة و 7396 مصابا، لكن المعجزات تحدث فعثرت فرق الإنقاذ التابعة لحكومة النظام السوري في جبلة بريف اللاذقية على 3 أشخاص على قيد الحياة.

ساهمت أجواء شديدة البرودة بزيادة صعوبة رجال الإغاثة وعمال الإنقاذ في سباقهم مع الزمن خلال الأيام الأربعة الأولى لإنقاذ الناجين من الزلزال، الذي ضرب في قهرمان مرعش التركية بقوة 7.7 درجة، تبعه 1700 هزة أرضية وفق “آفاد”، طالت تأثيراته 10 محافظات تركية إلى جانب حلب وإدلب واللاذقية وحماة بسوريا.

مدير عام الحد من مخاطر الزلازل في “آفاد” التركية قال: إن الطاقة المنبعثة من الزلزال تعادل طاقة 500 قنبلة ذرية

وسط هذه الأوضاع المأساوية، استقبلت إدلب عبر معبر باب الهوى 1000 جثة لسوريين لقوا حتفهم نتيجة الزلزال بمدن تركية (أطفال ورجال ونساء) وما تزال جثامين الضحايا تتوافد والأعداد نحو الارتفاع.

وشكلت قصص إنقاذ الأطفال سواء في سوريا او تركيا بعد مرور أيام على الزلزال بارقة أمل وسط ظلام الكارثة المخيم على مساحات واسعة دمرت فيها آلاف المباني على رؤوس ساكنيها بغته فجر يوم الإثنين وهم نيام.

محمد الحسون