تراجعت شعبية مهنة “مطهر الأطفال” مع تغيير عادات الناس في الجزيرة السورية واتجاه نسبة كبيرة منهم للاعتماد على طبيب الأطفال في عملية “ختان” المواليد الذكور مبكرا.
ساهم تزايد اعداد الأطباء الذين يختنون الأطفال حديثي الولادة بتراجع مهنة احتفالات الطهور التي كان تستمر يوما وبعض اليوم سابقا في مدن وقرى الجزيرة السورية احتفالا بهذه المناسبة.
يقول “أبو حسين” ( 56 عاما) إنه في السنوات الماضية كانت الأيام جميلة فعندما نقوم باستدعاء المطهر الى المنزل تسود العائلة فرحة كبيرة مع الأقارب، وكانت تحمل الكثير من المحبة والطيبة بين قلوب البشر، لكن العادات اختلفت في أيامنا هذه لكثرة الأطباء والصيادلة الذين ينوبون عن “المطهر”.
وأضاف “أن حفل الطهور كان سابقا يدخل البهجة والسرور إلى المنزل، حيث كانت العائلة تجتمع في المنزل منتظره وصول المطهر بكل شغف وعند الانتهاء من عملية الطهور تعلو الزغاريد لتملأ المكان”, مشيرا إلى تقديم الحلوى والسكاكر وفي بعض ولإقامة مأدبة طعام بهذه المناسبة وقتذاك”.
يفتقد الرجل بهجة الماضي بهكذا مناسبات وما تحمله من محبة وسرور، ويقول إن: “السبب هي ظروف المنطقة وهجرة معظم المطهرين القدامى، الذين كانوا يجبون القرى مع حقائبهم، وبمجرد فتحها بمنزل هذا يعني أن عملية الطهور (ختان) بدأت.
وفي فترة التسعينيات شهدت هذه الحفلات تطورا حتى استدعي إليها المطربون الشعبيون مثل عمر سليمان.
ولأهمية المناسبة في الماضي، قد يوجل طهور الطفل الأول مع الثاني وربما الثالث لتجري في حفل واحد يدعى له الجيران والأقرباء وتعقد حلقات الدبكة لأجله، لكن الأمر أمسى بسيطا هذه الأيام في عيادة الطبيب ودون حتى إعلان وأو احتفال.
ويعتقد “أبو حسين” أن محاولة الناس تخفيف الأعباء المالية على أنفسهم وغيرهم (الهدايا) دفعهم لإلغاء حفل الطهور.
لكن يرى أن هذا التطور والاعتماد على الأطباء لا يعني على الإطلاق تفوقهم على “المطهر”، فخبرة ومهارة المطهر تتجاوز تلك التي يملكها الطبيب.
و في ختان الذكر يقطع المطهر او الطبيب جميع الجلدة التي تغطي الحشفة لدى الذكر ويخيطه ثم يضمده ليداوي فترة من الزمن، ولهذا يلبس الطفل المختون عادة كلابية /ثوبا تقليديا دون سراويل حتى لا يؤذي الجرح في ذكره.