الحسكة – عربان نت

مضت 60 سنة على حريق “دار سينما شهرزاد” في مدينة عامودا شمال محافظة الحسكة أثناء عرض فلم “شبح منتصف الليل” إبان الوحدة السورية مع مصر.

قضى 200 تلميذا من مدرستي “المتنبي والغزالي” في الحريف الذي وثّقته جريدة “المصوّر” المصرية بالتقاط مجموعة صور للضحايا والناجين من الجرحى والقبور والسينما المحترقة، التي تحولت إلى “حديقة الشهداء” حاليا وفيها نصب تذكاري صممه فنان من محافظة دير الزور واسمه “محمود جلال” لأطفال مع علم يرمز للعلم الجزائري.

وقد قالت الجريدة حينها أنّ 193 طفلاً توفوا نتيجة هذه الحادثة فيما أصيب 50 آخرون.

قال أحد العاملين السابقين بالسينما “إبراهيم عيسى من مواليد عامودا 1937 بشهادته ضمن تقرير لـ مظمة ” سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” إنّ ثمن التذكرة “الواحد ربع ليرة سورية” (…) والعرض الأول للطالبات و الثاني للذكور وكُرّر العرض ولم يعد الفيلم صالحاً وكانت مسنّنات الفلم مكسورة.

وحرارة المفحمتان كانت قوبة تحرق اليد، فاشتعل الفيلم وفي الفصل الثاني انقطع. (…) واندلعت النار في صالة السينما والتي كانت مصنوعة من الخشب والعواميد حتى وصلت سقف الصالة،واجتمع الناس وسكبوا الماء على الشبابيك لكن دون قائدة.


وكان للسينما بابان أحدهما على الشارع من الشمال وباب جنوبي وكانت الصالة أشبه بالقبو، فاحترقت السينما (…)وعندما أراد الأطفال الهروب وأتوا على الدرج للصعود نحو الباب الذي يقفل من الداخل -وهذه مصيبة- فقد كان الباب عتيقاً ومن خشب قديم، فتدافع الأطفال وأغلق الباب تماما وحاول الناس فتح الباب من الخارج لكن دون فائدة.”

وتابع “عيسى” بأنّ حوالي ستة أطفال استطاعوا الفرار من الباب الجنوبي لصالة السينما، حيث كان يقع قبالته بئراً للماء فسقط ثلاثة أطفال في هذه البئر الجافة.
وعلق 13 طفلاً داخل دكان موالح بالسينما، فاجتمع الناس حينها وحاولوا خلع الباب، لكن دون جدوى، حيث احترق الأطفال جميعاً، وفق الرجل.

أحد الأشخاص ويدعى “محمد سعيد آغا” حاول إنقاذ الأطفال حيث كان ابنه في صالة السينما فنحج في إنقاذ حوالي ستة أطفال.

يقول : حضرت سيارة الشرطة وقالوا لنا: “يا جماعة الأمر بات خطراً غليكم فالجدران ستنهار ولا أمل لأحد بعد الآن بإنقاذ أطفاله لأنّ النار كانت تخرج من الباب”.

وأراد “محمد سعيد آغا” أن يدخل مرة أحرى فمنعه الشرطي لكنه أصرّ على الدخول للسينما ولم يخرج وانهار السقف.
كانت المأساة كبيرة، حيث وصل عدد الضحايا من الأطفال الذين ماتوا حرقاً حتى 200 طفلاً، و50 طفلاً جريحاً، كما أذكر انهم دفنوا في كل قبر جثامين 5-6 أطفال تقريبا لأنهم لم يتعرفوا على الأسماء بسبب الحروق الشديدة.”

إحدى منظمات الإغاثة أتت عقب حريق السينما وأعطت الأسر المتضرّرة البطانيات و3000 ليرة سورية حيث أعطوا لكل أسرة فقدت طفلا.
كما اشترت الحكومة السورية كا قطعة الأرض -مكان السينما التي احترقت- من صاحبها وحولتها إلى حديقة أصبحت تسمّى حالياً “حديقة الشهداء”.