محمد الحسون – عربان نت

مع إعلان دول العالم عن إجراءات مشددة حيال الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد سارعت الحكومات السورية وأشباه الحكومات والإدارات والمجالس أو “الدويلات” -إن صح التعبير- إلى إعلان إجراءات وقائية مشددة استمرارا لنهجها في الوقاية من انتشار هذا الوباء المتوحش.

قرارات جديدة بضرورة تعقيم الأبنية وكنس الشوارع و لبس الكمامات والقفازات أمام الكامرات وفي مؤسسات هذه “الدويلات”، ولكن هذه الاجراءات المشددة لا تشمل طوابير الخبز والغاز والمازوت!

وعلى العكس من ذلك سيفرض حظرا كلّيا لعشرة أيام على مناطق (الحسكة والقامشلي والطبقة والرقة) اعتباراً من يوم الخميس القادم، تصريحات المسؤولين حول وجوب شراء “مونة” قبل دخول فترة الحظر، ما يخلق مشاكل زحام جديدة على محلات المواد الغذائية.

استثناء المستشفيات والأفران من الإغلاق وربما ضمنيا مكبات القمامة، التي ينبش فيها مئات الأشخاص في محيط المدن الكبيرة وعلى رأسها مدينة الرقة من أجل كسب لقمة العيش! أم أن تطهير الشوارع والدوائر يحمي من انتشار كورونا والمكبات في عالم آخر؟.

وأيضا لقمة العيش بالمعنى الحرفي (الخبز) تحتاج لعراك ليلي طوي لا ينتهي إلى منتصف النهار أمام الأفران أو قرب باب منزل المعتمد! فكيف سيكون الوضع مع دخول “حظر التجوال يوم الخميس” !

أزمة نقص في المأكل والمشرب ووسائل التدفئة وحتى المدافئ بأنواعها يتراوح سعرها بالأسواق بين 40 و100 ألف ليرة سورية حسب النوعية والحجم، وسط موجة انهيار لليرة السورية ولدت ضغطا هائلا على طبقة الفقراء بعد وصول الدولار الأمريكي على أعتاب 3 آلاف ل.س ليرتفع سعر كل شيء!

ووسط كل هذا الخوف من “كورونا الجديد” والخسائر التي يتكبدها التجار ويتحملها السكان، تجد عاملا في أحد أقسام الحجر الصحي للمشتبه بإصابتهم بكورونا يسخر من كل هذا ويقول: “إنه رشح عادي…دعك من هذا الكلام يا رجل!”

فتصور أن شخصا ما ينصحك بإجراءات الوقاية هو يسخر منها! تماما مثل حظر المظاهرات وقمعها والسماح بالمسيرات والوقفات “الوطنية”!

ولتتذكر عزيزي القارئ الصفوف المكتظة بالأطفال واحتفالات الأعراس ومجالس العزاء خارج هذا الحظر! و”التعاليل والهرجات” في منازل الأصدقاء ضمن فترات الإغلاق السابقة!

ورغم اقتراب أعداد الإصابات في الجزيرة السورية من سبعة آلاف إلى جانب قرابة مئتي حالة وفاة ما زال الاستهتار سيد الموقف! ومازال مسؤولو الكيانات السورية الناشئة يقلدون الدول بلبس الكمامة أمام الكاميرات فقط!

ووجه الاختلاف بين “الدويلات السورية” هو تسويق اعلام كل فريق للدولة التي تدعمه على أنها تقترب من انقاذ العالم بلقاح مضاد لفيروس “كورونا” المتوحش أو بقوة قطاعها الصحي وإجراءات الوقاية!

ويكثرون الابتهال إلى الله ..ويدعون لها بالتوفيق لإيجاد الدواء مع السخرية الدائمة من انجازات الدول الداعمة لخصومهم في هذا المجال!