دجلة نت – يفسر انتماء سالم المسلط لقبيلة الجبور العربية ذات الامتداد الكبير في سوريا والعراق توافق أعضاء الائتلاف الوطني السوري على اختياره رئيسا عاشرا لأبرز مؤسسات المعارضة السياسية وأكبرها, خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار تحول الاهتمام الدولي والسوري إلى الجزيرة السورية.

يمكن القول عن اختيار المسلط لهذا المنصب بحصوله على 71 صوتا من إجمالي 81 صوتا، خلال انتخابات الهيئة العامة للائتلاف، سيجعل مجلس العشائر والقبائل يتلقى دعما إضافيا من المسلط وفريقه الذين دفعوا بقوة لتأسيس مقرات ومكاتب في منطقة “نبع السلام” وبالتحديد ضمن قطاعات يسيطر عليها فصيل ذو توجهات عشائرية .

يتهم المنتقدون المسلط باتصاله بشخصيات عشائرية في صفوف النظام والإدارة الذاتية الكردية والتورط في عمليات فساد مالي، لكن أنصاره ينفون هذه الاتهامات ويضعونها في اطار الصراع والاهتمام الدولي بالمنطقة الغنية بالنفط والغاز والسهول الخصبة المناسبة لزراعة القمح.

ولا يمكن إخفاء ارتباك رئيس الائتلاف الجديد خلال احاديثه ما يعكس شخصية بسيطة غير قادرة على قيادة ملف سياسي ضخم مثل الملف السوري، وهو الذي سبق أن خضع لابتزاز ناشط اعلامي تحصل منه على أموال بحجة علاج والدته المريضة قبل أن يعود من اورفة التركية ليعمل في مكتب إعلامي تابع لوحدات حماية الشعب.

وكان المسلط خلال مؤتمر الصحفي، قد قال للصحفيين: إنهم سيحققون بالانتهاكات إن كانت موجودة في “المناطق المحررة”، مطالبا الإعلام بتسليط الضوء على انتهاكات النظام السوري لأنها الأضخم في سوريا بالنسبة لجميع الأطراف.

ولا حقا في مقابلة تلفزيونية شدد على عدم الخوض بمشاكل مع الحكومة ورئيسها المدعوم تركيا ولا أية مؤسسة أخرى بل لوح بالدعم الكامل للجميع، وهذا بمثابة “إعلان استسلامه” أمام أي مغرد خارج سرب الائتلاف من العسكريين والسياسيين وصب اهتمامه على العلاقات الخارجية.

و لم ينتقد الائتلاف قط انتهاكات الفصائل العسكرية بريف حلب وشمالي الجزيرة السورية وشدد على دعم الجيش الوطني، وبطبيعة الحال لم ينتقد دور تركيا في نقل عناصر هذه الفصائل للقتال في ليبيا وأذربيجان خلال السنوات الأخيرة بعد اطلاق اسم “الجيش الوطني” عليها، وهذا ما تحاشى المسلط التطرق إليه بكلمته التي شابعل ارتباك واضح.

توجه عشائري

من شأن فوز المسلط برئاسة الائتلاف أن يعزز التوجه العشائري داخل مؤسسات المعارضة الأمر الذي يرى فيه معارضون انحراف كبير عن جادة الثورة الشعبية الوطنية لحساب مشاريع جهوية.

في هذا السياق، قال رئيس وفد “أستانا”، أحمد طعمة، إن سالم المسلط “شخصية توافقية” و انتخاب ممثل القبائل والعشائر السورية وأمينها العام رئيساً “للائتلاف” المعارض، يمكن أن يكون فأل خير ويؤدي للنتائج المرجوة للجميع”.

في حديث مع وكالة سبوتنيك الروسية أشار طعمة الذي شغل سابقا منصب “رئيس الحكومة السورية المؤقتة” تعزيز دور القبائل والعشائر، “لاسيما في ظل عدم وجود تجربة حزبية راسخة في سوريا، أو نقابات عريقة، أو حركات سياسية متغلغلة في المجتمع”.

ويبرر باحثون هذا التوجه نحو منح الشخصيات العشائرية وربما العشائر دورا أكبر بالتعويض عن سلطة الدولة الغائبة.

المسلط، الذي يملك علاقات قوية مع العربية السعودية جاء من كون والده الراحل عبد العزيز شيخ الجبور عديل المللك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، اعتبر مسار أستانا سببا في خفض التصعيد وطرح شعارات لمرحل قيادته مثل “اليد الواحدة” و”إعادة المركزية للثورة السورية”.

وتشير وعوده بالتقدم وتصريحاته حول التوافق على اختياره إلى جانب تمنياته بإزالة الخلاف بين الدول العربية إلى توجهه إلى لإعادة الدور الخليجي إلى الملف السوري بعد تفرد تركيا مؤخرا عبر مسار استانا.

ويقول المحللون إن انتخاب المسلط لم يكن انتخابا بالمعنى الحقيقي بل هو اختيار  تدعمه تركيا الحاضنة للائتلاف وقطر لإفساح المجال للسعودية في لعب دورها من جديد.

عائلة المسلطّ ومولده


ولد المسلط لعائلة كبيرة مشهورة ولها مكانتها بين جميع العشائر بمحافظة الحسكة عام 1959، وحاصل على بكالوريوس في العلوم السياسية، وأتم دراسته في الولايات المتحدة، وعمل المسلط باحثا في “مركز الخليج للأبحاث” في الامارات العربية.

 وكان عضوا في الهيئة العليا للمفاوضات وناطقا باسمها في محادثات جنيف التي جرت بين النظام والمعارضة بين عامي 2016 و2017، ونائبا لرئيس الائتلاف وهو رئيس “مجلس القبائل والعشائر” أيضا.

وفي خريف العام 2019  عاد شقيقه نواف المسلط إلى سوريا التي غادرها منذ العام 2012 م ورفع اسمه من “قائمة إرهاب” أصدرتها حكومة النظام بداية عام 2017 م، ثم ظهر في تجمع مؤيد لإعادة انتخاب بشار الأسد في أيار 2021م.

ومنذ 2012 يؤمن سالم المسلط ان المواقف الدولية بعيدا عن مؤسسات المعارضة وتجاوز الفيتو الروسي هو من سيحسم مصير بشار الأسد قبل أن يبيد الشعب السوري بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضده عام 2011م.