عمق إغلاق صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)للنقطة الطبية في مخيم الركبان معاناة النازحين المحاصرين في منطقة صحراوية على الحدود السورية – الأردنية.

وذكر المكتب الإعلامي لمجلس عشائر تدمر والبادية السورية إنه يرصد مشاهد مؤلمة لعدد من كبار السن والأطفال في مخيم الركبان نتيجة لافتقاره إلى أبسط مقومات الحياة من غذاء ودواء وخدمات صحية واجتماعية، فهم يواجهون الجوع والمرض وجها لوجه، وبحاجة للرعاية العاجلة.

وأشار المجلس إلى ضرورة التحرك وتوجيه إلى رسالة منظمة الأمم المتحدة من أجل توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية هناك.

وتشكل هذا المخيم لإيواء آلاف النازحين السوريين قبل سنوات بعد أن أجبرهم قصف قوات النظام السوري وروسيا والميليشيات الإيرانية على ترك منازلهم واللجوء إلى المنطقة الحدودية.

آخر الأنباء تفيد بزيارة وفد قوات التحالف للفرن الآلي ومشفى شام في الركبان، وهي الثانية من نوعها بعد زيارة جرت يوم 26 أيلول الفائت برفقة المنظمة السورية للطوارئ.

الأطفال وكبار السن يحسبون السنوات بعدد الآلام والمواجع التي تثقل كاهلهم، فيقول أحد كبار السن: إن “الجميع تخلى عنا …نشكو الحصار ونقص المساعدات الإنسانية وإغلاق النقاط الطبية”، مضيفا “نطالب المنظمات الحقوقية الدولية بضرورة تسليط الضوء على حياة المهمشين في مخيم الركبان.”

يؤكد السبعيني بصوت متهدج: “نحن جميعاً محاصرون في هذا المكان الفارغ، وليس لدينا أي مصدر للعيش أو حتى الضروريات، أما المنظمات الإغاثية لم تأت لتبين لنا كيف نعيش في العراء دون رعاية”!.

يتابع وهو عابس وكأن الحزن والعوز يغير ملامح وجهه: “جئنا إلى هنا هرباً من الوضع الأمني المضطرب لكننا أصبحنا محاصرين في الصحراء.. حصار مفتوح”.

أمام هذا الوضع المأساوي أصبح استمرار الحياة مستحيلا، وفق قاطني المخيم.

كما يشير الشباب إلى أنهم يعيشون منذ سنوات معاناة قاسية مع الفقر وقلة الموارد وانعدام فرص العمل، الذي يفترض أنه يعينهم على تحسين أوضاعهم وإعالة أسرهم.


وفي السياق الموازي، يساهم انتشار الأمراض وسط نقص الرعاية الطبية في تعميق معاناة هذه الأسر الفقيرة، لهذا من الضروري فتح نقاط طبية للتخفيف من المعاناة الإنسانية لقاطني المخيم.


أما توفير فرص عمل للشباب وتمكينهم من توفير ما يحتاجونه لأسرهم والتخفيف من المعاناة يتوقف على تدخل منظمات أممية أو دولية لديها القدرة على تمويل مشاريع مفيدة.

ويعيش النازحون السوريون في مخيم الركبان بعيدا عن أخطار الموت بالقصف، لكن ضمن ظروف إنسانية غاية في الصعوبة تزيد من أثارها موجات الحر والبرد التي تجتاح المنطقة الصحراوية حسب فصول السنة وسط نقص كبير في الخدمات الضرورية ووسائل التدفئة.

عبد الله الحديدي