الأمريكان يدعمون قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا باسم قسد بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية المعروف اختصارا باسم د1عش وما يعرف بخلايا التنظيمات المتطرفة، واسم التحالف هو “التحالف الدولي ضد د1عس”…! فهم لن يدعموها لمحاربة الجيش السوري أو المعارضة أو العشائر !

لهذا لا يكتفي قادة قسد بالقول بوجود فتنة بينهم وبين أحد فصائلهم المحلية وهو المجلس العسكري، بل يقولون هناك تحرك لخلايا التنظيم ومجموعات تخريبية، وكأنهم يقولون: لدينا علم بأن مجلس دير الزور كان يضم تحت رايته عناصر من د1عس”؟!!

وللأسف دائما، في المناطق العربية يصبغ أي تحرك بالعشائرية ما يفسح المجال لهذه الاتهامات، رغم أن الاقتتال هو بين عناصر قسد وافتعلت قيادتها هذه الحادثة بعد تصريحات قائد المجلس أحمد الخبيل (أبو خولة) لدفعه للتصعيد بعد أن استعدت مع التحالف الدولي لشن حملة أمنية واسعة تستأصل أي توجهات لاستقلال المجلس العسكري وتطويع كل قوة عشائرية من خلال حملات الترويع هذه.

وأخيرا، ينضم “أبو خولة” ذاته للمطالبين باعتقال المجموعات التي اندفعت من خارج المجلس لنصرته على أساس عشائري طمعا بالنجاة وعدم التفريط بمكاسبه المادية من حقول النفط المجاورة لمنزله!

وهذا التلون جعل “أبو خولة” ينجو من حملات التذويب التي قضت على لواء “التحرير” في رأس العين و “ثوار الرقة” و”قوات النخبة” التابعة لأحمد الجربا في دير الزور وغيرها من الكتائب العربية، التي كانت كما يقال “ممسحة زفر” لمسح اللوم عن القوات الكردية التي كانت تجتاح مناطق عربية خالصة بدعم الأمريكان.

لذا على العشائر الابتعاد كل البعد عن هذه المعامع التي ليس لها فيها علاقة سوى من باب أنها تجري على أرضها وهي أي العشائر جزء من الشعب السوري الذي لا يملك من أمر بلاده شيئا حاليا، فهاجر نصفه حتى لا يبقى تحت الظلم والعسف وسياط الجوع التي ستدفعه دفعا ليصبح مجندا في إحدى “ميليشيات الارتزاق” سواء لصالح الأمريكان مثل قسد أو لصالح الروس مثل فاعنر (صائدو الدواعش) التي جندت الشبان في سوريا ونقلتهم لحماية آبار النفط تحت سيطرة خليفة حفتر في ليبيا!

وهذا يشمل تركيا التي حاولت مواجهة المشروع الروسي- العربي بنفس الطريقة فحولت بعض فصائل الجيش الوطني إلى شركات أمنية_عسكرية قائمة على الارتزاق!

واستخدمتهم قبل ذلك بحرب تركية – كردية ليس لهم فيها نقاقة ولا جمل!

المبادرة الوحيدة التي يقدر عليها الشعب المسلوب الإرادة هو النأي بالنفس وعدم التحول لسوط بيد الجلادين من سوريين وأجانب لتحقيق غاياتهم في السيطرة على البلاد أو تقسيمها!

فإذا كانت واشنطن تريد طرد ايران من سوريا لتنزل جنودها وجها لوجه معهم لماذا يتخذون بعض السوريين “كلاب صيد”؟!

وهذا ينسحب على الروس وحليفهم بشار الأسد و أيضا الأتراك … كل منهم يسمي فصيل معين من خصومه بـ “ارهابي” ويصمه بالتخريب ثم يجيّش من العرب والسنة ما يشاء لضرب الطرف الأخر!

والنتيجة سيكون مصير المثلث العربي- السني مصير المثلث السني في العراق ومستقبل سوريا هو الوضع الحالي لبلاد الرافدين!

🖊 محمد الحسون